منوعات
النصف من شعبان …شهر لا يجب أن يغفل فيه الناس
وافقت ليلة النصف من شعبان لهذا العام اليوم السبت 24 فبراير 2024م من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، بينما يتابع في ذهول ودهش وخوف وقلق ما يجري لأهلنا وإخواننا في غزة الأبية من قتل وتجويع، وإبادة وتهجير، وتدمير وتشريد، وهذه جملة من رسائل شهر شعبان والتي توجب علينا التضامن والتعاون والعمل المستدام لرفع الظلم عن غزة وأهلها.
وصف النبي صلى الله عليه وسلم شهر شعبان بأنه شهر يغفل الناس عنه في حديث أسامة بن زيد – رضي الله عنهما – قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟! قال: (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)؛ مسند أحمد وسنن النسائي، وحسنه الألباني.
أنه وسط، بين شهرين عظيمين فضلهما كبير، رجب وهو من الأشهر الحرم، ورمضان وفضائله كثيرة لا تخفى، والوسط بين قوتين محل الغفلة، كالصلاة الوسطى، لهذا وجه القرآن إليها بقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} [البقرة: 238]، ويغفل الناس عن جوف الليل لأنه وسط، بين أوله وآخره، قال صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن، وتلك رسالة مهمة لتحري الوسطية وعدم الغفلة عنها بالإفراط أو التفريط، أو التسيب أو التشدد.
لأن الناس يشعرون أن شهر رمضان بفضائله ومضاعفة الأجر فيه يغني عن الاجتهاد في غيره، وما علموا أن التوفيق للعبادة في رمضان مرهون بالاستعداد لها في شعبان.
الاغترار بطول الأمل وعدم تخيل وقوع الموت قبل بلوغ رمضان، وعدم الغفلة في شعبان تثبت أجر المسلم على عبادات رمضان حتى وإن مات قبل أن يدركه، والعبادة في وقت الغفلة ثوابها عظيم لقوله صلى الله عليه وسلم: العبادة في الهرج كهجرة إلي. والهرج: الغفلة والفتن وكثرة القتل ظلما