مزاد... كاب ديزاد
الفشل في البكالوريا ليس نهاية الحياة، كيف…؟!
أفرجت وزارة التربية اليوم عن قائمة التلاميذ الناجحين في شهادة البكالوريا، فتعالت الزغاريد في بيوت الناجحين، وساد الصمت وطغى الإغماء عل بيوت من فشلوا في اجتياز هذه العتبة وحرموا من التنقل إلى الجامعة الموسم القادم.
وإن كانت المقولة “يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان” محفورة في ذهن كل جزائري، ويتخذ منها عقيدة، فإن مقولة “خيرها في غيرها”، تبقى أفضل مقولة، لاسيما في الوضعية التي تعيشها الجزائر حاليا، بعد تغيير رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” لبوصلة المستقبل، بالتوجه نحو بناء الاقتصاد والابتعاد عن الاعتماد على المحروقات لتحقيق مداخيل، لاسيما بعد سلسلة الاصلاحات التي قادها في عدة مجالات، على رأسها تطهير مجال الاستيراد والقضاء على تضخيم الفواتير والاستيراد الوهمي، وإعادة تنظيم سوق الاستيراد، مقابل التوجه نحو تشجيع الإنتاج المحلي وتنويعه، وتقديم الدعم لاسيما للشباب المبتكر، الراعي في الاستثمار، وهو ما بدأ يتحقق على أرض الواقع، من خلال الوكالة الوطنية للمقاولاتية، التي تتبنى مشاريع الشباب وتدعمهم، إلى جانب الانفتاح على مجال “التكوين المهني” الذي يوفر الفرصة للشباب خاصة الذين فشلوا في اجتياز شهادة البكالوريا، ليخضعوا إلى التربص في المجال الذي يناسبهم ويمكنهم أن يبدعوا فيه، ليتخرج ويتجه إلى عالم الشغل وسوق المال والأعمال مباشرة، من خلال المؤسسات الناشئة، ناهيك عن ولوجه عالم المقاولاتية، وتحوله إلى “مقاول ذاتي”، يمكنه أن يبدأ في صنع مستقبله بأبسط وأسهل الخطوات، وعوض أن يتجه إلى الجامعة ويقضي سنوات في تلقي العلوم والجانب النظري لو أنه نجح في البكالوريا، يتجه إلى قطاع “التكوين المهني” ليتكون ويحصل على شهادة تسمح له بإنشاء مؤسسته الناشئة عندما ينهي تربصه.
يذكر أن قطاع التكوين المهني في العالم العربي ينافس الجامعة، لأن التكوين يمنح صاحبه فرصة اكتساب الخبرة، أما الجامعة فتوفر للطالب الجانب النظري خاصة، فيصبح الطالب الذي التحق بالتكوين أكثر حظا في الحصول على منصب عمل، خاصة في عالم الفلاحة، الذي أصبحت الدولة الجزائرية تراهن عليه، وهو ما يفتح الآفاق واسعا الراغبين في التوجه إلى عالم الفلاحة.
ومن حظ شباب اليوم تزامن فترتهم مع عهدة “الجزائر الجديدة” التي تولي فيها السلطات العليا الاهتمام لبناء البنية للتحتية وتجسيد المشاريع الاستراتيجية التي تسمح بخلق ديناميكية وفرصة لانتعاش سوق الشغل، فيكون الشاب صاحب العمل والمبادئ بالأفكار.
ومن يتابع السوشل ميديا وما ينشر عبرها من تشجيع للحرف والصناعات التقليدية، والصناعات التحويلية والانتاج الزراعي، يتيقن أنه لا مفر من الالتحاق بالتكوين المهني لاكتساب التجربة و الخبرة من خلال التربص للانطلاق في تجسيد مشاريع، تمنح صاحبها الحرية المالية واستقلالية اتخاذ القرارات. ولم يبق لمن فشلوا في اجتياز شهادة البكالوريا إلا الهدوء والتفكير في التوجه إلى التكوين المهني كأفضل حل، لتعلم حرفة أو صناعة تفتح له المجال ليصبح رجل أعمال بكل ثقة في النفس.
وردة. ق