مزاد... كاب ديزاد

الانتخابات صمام أمان للجزائر والمنطقة

تعتبر الانتخابات من مؤشرات الممارسة الديمقراطية لأي بلد، وفيها تتاح الفرصة للمنافسة بين من تتوفر الشروط المعدة قانونا، لاستمالة الناخبين ونيل ثقتهم، بعرض برامج انتخابية تنطوي على وعود بالاستجابة لما يخدم حاجة ورفاهية الشعب عكس المَلَكية.

والجزائر من الدول التي تعمل على ترسيخ هذا المبدأ الذي يعتبر أساسيا في تسيير شؤونها، على غرار المحليات، التشريعيات والرئاسيات، هاته الأخيرة التي انطلقت منذ 15 أوت الجاري، ويتنافس فيها 3 مترشحين، أحدهم “يوسف أوشيش” رئيس حزب الأفافاس، “حساني شريف” رئيس حركة “حمس” والمترشح الحر “عبد المجيد تبون”، حيث بدأ ثلاثتهم في استعراض برنامجه وفق المنظور الذي يرى به جزائر متطورة وشعب مرفه. لكن الظروف الحالية تعتبر استثنائية، في ظل التغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم والتوترات والنزاعات الدولية و العلاقات المكهربة، التي يقابلها الثقل الجزائري جغرافيا وطبيعيا وديبلوماسيا، و القرار الذي اتخذته بشأن تزويد لبنان الشقيق بمادة الفيول (النفط) يعتبر قرارا شجاعا وتاريخيا بعدما أصبح لبنان يغرق في الظلام ناهيك عن موقفها الواضح والعلني بخصوص دعمها اللامشروط للقضية الفلسطينية، دون تجاهل مرافعتها لصالح القارة السمراء وشعوبها، وهي المواضيع التي تتضمن حساسية تهدد أمن واستقرار المنطقة وتضع الجزائر في خانة الدول “المستهدَفة”، لاسيما وأن الساحل على صفيح ساخن وجل شريطها الحدودي مهدد. هذه المعطيات وأخرى تفرض على الشعب الجزائري اتخاذ قراره الصحيح، وإيلائه الأهمية القصوى لهذه الانتخابات التي تأتي في مرحلة حساسة، تسعى فيها الجزائر لتثبيت نفسها بين الدول القوية والكبرى، عبر تأسيسها لاقتصاد قوي غير معتمد على الريع البترولي، بل على اقتصاد ثقيل كاستغلال المناجم والتوجه إلى الإنتاج الزراعة والفلاحي لتحقيق الأمن الغذائي، وفتح المجال للتكنولوجيا ومجال البحث العلمي المتطور إلى جانب الرعاية الصحية وغيرها…، كل هذا وأكثر لا يمكن تحقيقه ولا تجسيده في غياب الأمن والاستقرار، ولتحقيق هاذين العنصرين يفترض أن يكون الشعب واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، بصفته عنصرا أساسيا في تحقيقهما، عبر قطعه الطريق أمام أعداء الجزائر في الداخل والخارج الذين يسعون للتشويش وخلق الفتن وإثارة الفوضى بتأليب الشعب ضد دولته، وهو ما أثبتته مختلف المناسبات عبر خلق الندرة في المواد الأساسية والمضاربة إلى جانب الترويج لمقاطعة الانتخابات، لتأزيم الوضع داخليا، رغم أن معظم هؤلاء المحرضين يعيشون بالمهجر ويتلقون دعما من طرف أعداء الجزائر، بالترويج للأكاذيب والإشاعات المغرضة.
ولتفويت الفرصة على هؤلاء الأعداء، المرضى نفسيا يبقى أمام الشعب في هذه الفترة، استغلال الفرصة لاختيار الشخص الذي يحمل آمالهم ويشعر بحاجتهم، عبر الانتخاب لمنحه فرصة تجسيده وعوده الانتخابية، كما يمكنهم عدم الانتخاب تبعا لما يضمنه لهم الدستور لكنهم يتحملون مسؤولية ما سيؤول إليه الوضع في حال امتنعوا لأن المقاطعة في الفترة الحالية تؤدي غرضا واحدا هو إدخال الجزائر في نفق مظلم وتدمير كل ما تم بناؤه، والوضع العام يفرض وجود شخص يتحمل المسؤولية ويملك قوة اتخاذ القرار لتنفيذ وعوده، ويواصل مسيرة التشييد، حتى تبقى الجزائر شامخة ولأمنها واستقرارها حافظة، ما يعني أن المشاركة في الانتخابات ضرورية يوم 7 سبتمبر القادم لضمان مستقبل واضح وأمن واستقرار للشعب والمنطقة ككل، عبر المتابعة لبرامج المترشحين الثلاثة واختيار ما يناسب الجزائر وتقدمها الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق..
وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق