مزاد... كاب ديزاد

الجزائر بخطى ثابتة…

 

ترسّم الجزائر تمركزها إقليميا ودوليا بطريقة ذكية وسلسة وفق ديبلوماسية صامتة دون إحداث ضجيج أو فوضى، عبر تعزيز لحمتها داخليا وتوثيق علاقاتها خارجيا وتمسكها ودفاعها عن مواقفها بخصوص مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
حيث نجح الرجال في قطع الطريق أمام الراغبين في قض مضجعها، بمحاولة إثارة الفتنة وتأليب الشعب الجزائري ضد دولته بقرار إجراء انتخابات رئاسية مسبقة، القرار الذي أربك عديد الدوائر التي تكن عداءا للجزائر، وراهن الكثير منهم على عزوف المواطنين عن حضور التجمعات الانتخابية التي نظمها المترشحون الثلاثة، لكن رهانهم فشل بنجاح التجمعات والأهم أنها لم تشاهد فوضى أو مشاكل، بالعكس فقد احترم ثلاثتهم مجرياتها، والأدهى أن أعداء الديمقراطية والجزائر سارعوا واستبقوا الأحداث، فروجوا لما يعرف بفكرة “إنتخابات محسومة”، لزرع الشك بين الجزائريين وتخوين القائمين على تنظيم الانتخابات، فجاءهم الرد قاسيا وشافيا بترشح شخصيات من تيارات متضادة في الأفكار لكنها تلتقي في نقطة واحدة وهي وحدة الجزائر أرضا وشعبا والحفاظ على استقرارها وسلامتها، فكان مرشح حر “عبد المجيد تبون”، مرشح التيار الإخواني “عبد العالي حساني” عن حركة مجتمع السلم “حمس” و مرشح يمثل المعارضة وهو “يوسف أوشيش” عن جبهة القوى الاشتراكية “أفافاس”، الذين عرضوا برامجهم الانتخابية بمختلف مناطق الوطن، صالوا وجالوا ولم يقف في طريقهم أحد، وهو ما صدم أعداء الجزائر وأبان عن وعي الشعب الجزائري ومعرفته بما يليق به ويخدم بلده، حتى أن الجالية الوطنية بالخارج، بدأت في الإقبال على صناديق الاقتراع منذ صبيحة اليوم، على أن تتواصل العملية إلى غاية يوم 7 سبتمبر الجاري لاختيار الشخص الذي يحمل آمالهم ويستحق ثقتهم لتنفيذ رغباتهم ومطالبهم ويرفع الجزائر بين الأمم. أما في الجانب الاقتصادي، فقد باتت الجزائر تشق طريقها بثبات نحو اقتصاد قوي بعيد عن اقتصاد الريع والمحروقات، فبالموازاة مع شروعها منذ أشهر في النشاط بالمناجم (حديد غار جبيلات وفوسفات تبسة)، انطلقت في شق طرق السكك الحديدية التي تربط موانئها بالمناطق الصناعية وتواصل مسارها داخل القارة الافريقية، مما سيجعلها منطقة حيوية بازدياد الحركة وانتعاش النشاط التجاري، ناهيك عن مناطق التجارة الحرة المزمع إطلاقها ب5 نقاط حدودية مع الدول المجاورة، على غرار موريتانيا. كذلك شرعت الجزائر في تصدير أعمدة الشحن الكهربائي للسيارات الكهربائية بنوعيها المتوسط والسريع 322 كيلوواط، حيث سيكون ذلك نحو إيطاليا وليبيا كمرحلة أولية ثم دول أخرى خليجية وأوروبية، بينماعملية الإنتاج تقوم بها شركة سايغ التابعة لسونلغاز.
الجزائر لم تتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزته إلى تحقيق الأمن الغذائي عبر تشجيع الإنتاج الفلاحي والتوجه نحو تنفيذ شعار “نأكل مما نزرع”، مما جعلها تحقق إنتاجا وفيرا في مادة القمح هذا الموسم، وتشجيع للفلاحين والمزارعين لتكثيف الزراعة وتنويع منتوجاتهم، وتشجيع الزراعة الصحراوية، ناهيك عن المصنع الضخم الذي سيتم إنشاؤه لإنتاج غبرة الحليب. حتى الجانب الصحي أصبح يعرف وتيرة متسارعة في التطور، من خلال العمل على تصدير الأدوية إلى افريقيا، وكذا الانطلاقة في إنجاز المستشفى الجزائري-القطري-الألماني الذي سيكون بمثابة مستشفى بمواصفات عالمية، سيحد من التنقلات إلى الخارج من طرف المرضى.
ولأن الجزائر لا تعيش في عزلة عن العالم، فهي واثقة أن الدولة التي لا تعتمد على تطوير التكنولوجيا واعتماد الرقمنة والذكاء الاصطناعي ستظل متخلفة ومتأخرة عن الركب، فقد ألح رئيسها “عبد المجيد تبون” على رقمنة الإدارة لقطع الطريق أمام الفساد وإلغاء ثقافة “البنعميس والبيروقراطية”، كما بدأ التعليم العالي في تبني معاهد ومدرسة للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، في الوقت الذي تم فتح الباب على مصراعيه أمام الشباب الحامل للمشاريع والأفكار المبتكرة… .
أما على المستوى الخارجي، فقد أثبتت الجزائر ثباتها على مواقفها، لاسيما ما تعلق بنصرة القضايا العادلة على غرار القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية… ونجاح علاقاتها الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مهما حدث.
تواصل الجزائر تنفيذ مشاريعها في انتظار ما سيقدم على تنفيذه الرئيس القادم، الذي سيختاره الشعب الجزائري يوم 7 سبتمبر الجاري.

وردة. ق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق