مزاد... كاب ديزاد

الجزائر تختار….

تتضارب الأحاديث بشأن من يفوز بالانتخابات الرئاسية بالجزائر يوم 7 سبتمبر الجاري، بين 3 شخصيات تتعارض إيديولوجيا وتتفق حول المصلحة العليا الوطن.
بين المترشح الحر “عبد المجيد تبون”، “عبد العالي حساني” مرشح حركة حمس و”يوسف أوشيش” عن حزب الأفافاس جرت حملة انتخابية محترمة جدا، لم تشهد عنفا لفظيا ولا تعديا على أي طرف، بل كانت حملة راقية مع التحفظ على بعض الهفوات والأخطاء غير المقصودة من طرف بعض ممثلي المترشحين. لقد أبان المترشحون عن نواياهم ووعودهم بالذهاب بالجزائر إلى الدول المتطورة وخدمة رفاهية شعبها، وقد كان لمواقع التواصل الاجتماعي الباع الأكبر لتسيير الحملة الانتخابية وقد لقيت تفاعلا مباشرا من الشعب، بطرح تساؤلاته وتقديم مقترحاته، وقد وجد الردود في التجمعات الشعبية والخرجات الجوارية، لتبقى آخر خطوة ليكتمل مشروع جزائر متطورة وقوية بيد الناخبين، هؤلاء الذين سيقولون كلمة الفيصل، باختيار من يرونه يخدم مصلحتهم ومصلحة الجزائر وأهلا لثقتهم ليسير بها بين الأمم ويحافظ على أمنها واستقرارها ويعمل على تعزيز مكانتها بين الدول.
وأمام ما يجري في المحيط الخارجي للجزائر والمتغيرات الاقليمية والدولية المتسارعة، وما نعيشها الدول التي انفلت فيها الأمن واستهتر شعبها بالفوضى وتخلى عن واجبه في الحفاظ على وحدته ودوره في استقرار وطنه، فتحولت اليوم  هذه الدول إلى مسارح للحروب الأهلية وساحات للتدخل الأجنبي، وأصبحت هذه الشعوب مشردة في العالم وبيوتها مخربة وشرفها ضائع ومؤسساتها مغتصبة، ولنا في ليبيا، السودان، العراق…. أمثلة تدمي القلب. هي أمثلة قريبة منا جغرافيا وتاريخ ولسان ودم تعطينا رؤية واضحة لمصير أرض الذي يتخلى عن واجبه بها، والواجب ليس فقط حمل السلاح و الدفاع عن حدودها، بل بالعمل والحفاظ على اللحمة الداخلية و الوحدة الترابية، ودعم كل ما يساهم في استقلالها الاقتصادي، الثقافي، التعليمي…، حتى تقرر مستقبلها بناء على رغبة شعبها المتعلم، المثقف والواعي بدوره في بنائها، بتحقيق الإنجازات وتجسيد الأفكار والمبادرات.
والجزائر على موعد مهم يوم السبت لتحديد مصيرها، باختيار رئيسها لتحقيق سيادتها السياسية، التي تدعم وتقوي ما قيل سابقا، ورغم أن الدستور الجزائري يكفل للناخب مقاطعة الانتخاب، إلا أن المرحلة الآنية حساسة والواقع المعاش يؤكد أن الجزائر واقعية وسط حزام مضطرب، يفرض عليها أن تكون برئيس يحظى بدعم شعبي لتنفيذ مشروع بأريحية، ومشاركة الشعب تجعل أعداء الجزائر يفشلون في رهانهم على كذبة “الجزائري لا علاقة له بالسياسة والانتخابات”، بل يوم 7 سبتمبر يجب أن يكون الورقة الفائزة لأنه يوم الجزائر وموعد انطلاقتها الحقيقية في بناء جزائر جديدة حقيقة بعد استكمال وضع القطار على السكة.
فالجزائر اختارت طريق الديمقراطية لمجاراة دول حقوق الإنسان وحرية التعبير والقضايا العادلة، وشعبها سيثبت ذلك بانتصاره لوطنه وفاء لرسالة الشهداء الأبرار.
وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق