مزاد... كاب ديزاد

للصبر حدود… نسمع لك والحجرة في يدي!!!

خلال العهدة السابقة للرئيس “عبد المجيد تبون”، كان يبعث برسائل مشفرة لداخل وخارج الوطن، فيما معناه أن السلطات الجزائرية ليست غافلة ولكنها لا تستبق الأحداث ولا تتسرع في اتخاذ القرارات. 

المتابع للقاءات الإعلامية التي كانت تجمع رئيس الجمهورية بممثلي وسائل الإعلام الوطنية، وحتى الأجنبية كانت مليئة بالرسائل التي يوجهها مباشرة للشعب، والتي في مجملها لا تخلو من دعوته للاتحاد وتقوية الجبهة الداخلية وضرورة التصدي لكل محاولات الإختراق الخارجي للصف الوطني، لاسيما الشبكات التي تستغل وسائط التواصل الاجتماعي لإثارة الفتن والفوضى الداخلية وحتى إثارة المشاكل واختلاقها مع الشعوب الشقيقة الجارة والصديقة، خاصة في المناسبات والتي غالبا ما تكون رياضية (كرة القدم)، عبر تجييش الجمهور من الطرفين، لاسيما وأن الفرد الجزائري معروف بسرعة النرفزة والرد الفوري، بالتنمر عليه والتحرش به، وهو ما يجعل الشعب الجزائري ينتفض ويرد، وهو ما أظهرته الجهات المختصة في مكافحة الجريمة السيبرانية، التي كشفت في مرات عديدة تورط جهات أجنبية في إثارة الفتن بين الجزائريين وأشقائهم من الجيران، عبر منصات وصفحات مزيفة مصدرها جار خبيث.
رئيس الجمهورية وبعد عديد المناسبات التي تعرضت فيها الجزائر للأذى، وبعد التأكد أن الجهة الغربية لنا أصبحت لا تبشر بخير، وكل همها هو إثارة الفوضى والمشاكل ببلدنا عبر استغلال بعض الجزائريين الذين باعوا ضميرهم ووطنيتهم مقابل “دريهمات وسويعات بالفنادق وكؤوس خمر”، وتحويل أرضهم إلى مستوطنة لأعداء الجزائر ومنصة لتهديد مباشر للجزائر، ناهيك عن حرب المخدرات والممنوعات التي تقودها ضد الشباب الجزائري، ناهيك عن ملف التجسس وملف بيغاسوس، إلى جانب شبكات كانت تمولها وتبعث بأفرادها إلى الجزائر لتنفيذ مخططات مسيئة ومهددة لاستقرار الوطن والجبهة الداخلية، وهو ما توصلت إليه الجهات الجزائرية المختصة، مما جعل رئيس الجمهورية الذي نجح في رفع مستوى التواصل مع الشعب الجزائري، من خلال استعمال مفاهيم وتعابير “شعبوية” لتؤدي الرسالة معناها بدقة، وقد حذر الشعب الجزائري مما يخلك ضده وضد وطنه بقوله: “إذا حكيت معي، راني نسمع لك، مرحبا بكلامك، لكن في نفس الوقت راني شاد حجرة في يدي، تزغد نعطيك”، وهو ما يعني لدى الجزائريين أن الجزائري يسمع ويركز مع من يتحدث إليه وإن كان يعلم أنه يضمر له الشر، فهو يسمع بانتباه لكنه يأخذ حذره ويحتاط، ويرد بالقوة إذا اضطر وشعر بتهديد حقيقي يترصده.
ولأن الجزائر ليست من الدول التي تسعى للمواجهات وإثارة الحروب والمشاكل مع غيرها من الدول، فهي تتخذ الوقت الكافي في تعاطيها مع الملفات التي تثير حيرتها أو تراها تشكل خطرا على أمنها القومي وتهدد استقرارها، فتلجأ لأساليب ناعمة لتسوية مشاكلها، وتصبح متشددة مع الجهة المعنية وتتخذ خطوات ردعية معها إذا واصلت، خاصة وأن الجزائر دولة عسكرية لا يستهان بها وقد أصبحت رقما مهما في العلاقات والمعاملات الدولية، وهي الاقوى عسكريا بشمال افريقيا والثانية بعد مصر، إلى جانب أن كل أبنائها يضعون أنفسهم (شهداء أحياء) في سبيل الدفاع عن الوطن، ولا يساومون حول وحدة الجزائر والشعب ولا يقايضون استقلال وطن الشهداء أبدا، وهو ما جعل قادتها يجنحون إلى عدم الرد على الاستفزازات المتكررة التي تتعمد جارة الشر الغربية إثارتها، وهو ما جعل السلطات الجزائرية تصدر اليوم قرارا حاسما حماية لأمن شعبها وضمان استقرارها الداخلي، بفرضى”التأشيرة” لكل من يحمل جوازا مغربيا، وهو القرار الذي جاء بعد التأكد من الاستغلال الخبيث للنية الطيبة وحسن المعاملة التي نمارسها الحزائر مع هؤلاء الذين بدخلون أراضيها بجوازات مغربية من طرف المخزن.
قرار الجزائر اليوم، أكد مقولة الرئيس “تبون”: “الصبر حدود”.

وردة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق