مزاد... كاب ديزاد
الجزائر وفية لالتزاماتها اتجاه افريقيا والقضايا العادلة
ما قامت به الجزائر اليوم وهي تقاطع أشغال نيودلهي ليس جديدا على ديبلوماسيتها الخارجية ولا حيادا عن مبادئها المكرسة لخدمة القضايا العادلة وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية.
ومغادرة الوفد الجزائري يتقدمه وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، “الطيب زيتوني”، لقاعة الإجتماعات متبوعا بسفير جامعة الدول العربية لدى الهند، فور دخول وزير الاقتصاد في حكومة الكيان الصهيوني لإلقاء كلمته، لتأكيد على أن الجزائر لا تتردد في الانحياز لمبادئها وثباتها على مواقفها الرسمية علانية دون مراوغة ولا انبطاح، لاسيما وأنها لم تتراجع لحظة ولم تتهاون في المرافعة وحشد المساندة والدعم الدولي والهيئات الرسمية للانضمام للدفاع عن الفلسطينيين واتخاذِ قرارات صارمة لصالحها ومتابعة المجرمين الصهاينة المتسببين في جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين، وهي المرافعات التي أتت أكلها وأصدر حكم بالقبض الدولي على الصهيوني المتوحش “نتن ياهو” وآخرون.
يشار إلى أن الجزائر استغلت عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن وكرست كل مجهوداتها للدفاع أيضا عن القارة السمراء والدعوة لتصحيح التاريخ ومنحها العضوية الدائمة بمجلس الأمن، لاسيما وأنها قارة تعتبر خزان العالم بالنسبة للموارد الطبيعية وحتى البشرية، في وقت لم تنل شعوبها حقها من العيش الكريم ومستوى الإمكانيات التي تتوفر عليها. وقد ذكّر رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” في رسالته إلى المشاركين في أشغال الدورة 11 الندوة رائعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، التي تحتضنها مدينة وهران، التي اختيرت مقرا دائما لها، بأن هذا الحدث ليس مجرد اجتماع، بل يحمل رمزية الالتزام ، ودلالة الوحدة، ورسالة للعالم أجمع أن افريقيا عازمة، افريقيا موحدة، افريقيا قادرة على إسماع صوت واحد، قوي، مدو ومؤثر على مستوى أعلى سلطة في المنظومة الدولية، وهو ما يعني أن القارة الأفريقية تعي معنى ضرورة التوحد لإسماع صوتها وتوحيد مواقفها إزاء القضايا الدولية التي تخدم مصالحها، وأنه لا مناص من إعادة التفكير في المكانة التي لابد أن تأخذها بين المجتمعات الدولية.
وما استضافة الجزائر لهذه الندوة والمبادرات بها، إلى جانب عضويتها في المجموعة الأفريقية الثلاثة بمجلس الأمن الدولي للفترة 2024-2025، إلا دليل على التزام الجزائر الراسخ لتعزيز العمل الإفريقي المشترك وإيجاد الحلول افريقيا للتحديات الافريقية، إلى جانب مشاركتها المهمة في التكفل بالملفات الكبرى للقارة الأفريقية على المستوى الدولي، حتى يكون لها صوتا مسموعا وقرارا ورأيا يحترم.
وردة. ق