مزاد... كاب ديزاد

تحرر السوريون… وماذا عن سوريا؟!

وقف العالم مدهوشا أمام السرعة القياسية التي سقط بها نظام “بشار الأسد” بعد سنوات من الحكم بالحديد والنار، فلم تسقط قطرة دم، وجاء “الجولاني” واسمه الحقيقي “أحمد الشرع”، وهو صناعة داعشية قبل أن ينفصل عن داعش ويعلن عن حركة جهادية وقد كتب عند الأمريكيين “إرهابيا” وكان مطلوبا دوليا، فما الذي تغير؟!

أليس حريا أن نتساءل عن السبب الذي جعل قوى الغرب تبارك قدومه وتدعم إحكام سيطرته على سوريا بعد مغادرة الرئيس “بشار الأسد” الذي تتضارب الأخبار بين هروبه وبين فخ نصبه له الدب الروسي، الذي استدعاه للتحضير لمفاوضات مع المعارضة وعزله سريا، وهو ما ينسف مقولة انفجار طائرته وهو يغادر الأجواء السورية، إذا صحت المعلومة. ومن جهتها، فتحت السجون وودع أسوارها ليس أبناء سوريا من المظلومين أكيد وكذا المجرمين، لكن غادرتها جنسيات عديدة أيضا، شاركوا سابقا في قتل السوريين وانتهاك شرف السوريات باسم “جهاد النكاح”، فما مصير هؤلاء ؟ وهل سيعفو عنهم السوريون ويصفحون؟!. في زاوية أخرى، يتعرض الجيش السوري ومن ورائه الثكنات ومخازن الأسلحة للتدمير الصهيوني، ما غرض ذلك، هل يعني هذا أن المخطط له هو القضاء على مؤسسة جيش قائمة ومنظمة وفتح المجال للمليشيات والجماعات التحررية، حتى يتم إشعال الفتنة بينها وتتحول سوريا إلى لبنان والعراق. وماذا عن تدمير ما وجد بالمؤسسات والقصور؟! ألم يكن حريا بهؤلاء السوريين وهم بدخلون هذه المقرات أن يحافظوا على ما وجوده، حتى يواصلوا معركة البناء عوض الجلوس والبحث عن موارد لبدء التنمية وبناء موئسسات جديدة؟!، هل ستقوم مختلف جماعات المقاومة التي غطى عليها “الجولاني” بطلته المفاجئة باسترجاع جبل الشيخ من الكيان الصهيوني الذي يواصل توغله، بعدما فشل في ذلك منذ السبعينات؟! أم ستكتفي بما سيتفضل به الكيان ؟! هل سيتم تطهير سوريا من الأجناس المتواجدة عبر أراضيها من خلال طرد القواعد العسكرية وتأميم كل التراب السوري والسعي لاستعادة الجولان.

نحن هنا لا نقدم الدروس بل نسأل لنستنير حول طريقة تعامل دول الغرب مع الدول العربية، التي لا ترى شعوبها ولا يهمها مصيرها بقدر ما يهمها تقسيم جغرافيتها والتخلي عن خدامها من حكام في أول عثرة، وتقدمهم لقما سائغة وتحولهم في رمشة عين على مزبلة التاريخ بالنسبة لشعوبهم بعد انتهاء أدوارهم وتواصل بحثها عن أشخاص يخدمون مصالحها لتدعمهم وهكذا تستغلهم دون أدنى احترام لرغبة الشعوب، بل تسعى لتمزيقها وخلق الطوائف والأعراق حتى تلهيهم عن التفكير في مصيرهم ومصير بلدانهم.

الشعب السوري أكيد استلم حريته، وهو أدرى بمصلحته، والأيام القادمة كفيلة بأن تجيبنا عن وحدة الجغرافيا السورية ووحدة شعبها بعيدا عن الطائفية والعنصرية، والسلم والسلام والتوجه النشيد والبناء، بعدما اكتوينا بنيران النزاعات الداخلية و الحروب الأهلية والطائفية التي مازالت تمنع قيام دول عربية حقيقية كالعراق، ليبيا، السودان و  اليمن……

وردة. ق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق