مزاد... كاب ديزاد
“أنا مع بلادي” و مانيش راضي على التدخل في بلادي

وردة. ق
انتشر منذ أيام شعار “مانيش راضي”، وتبين أنه منشور مموه، غرضه شحن نفوس الجزائريين وإشعال حالة الهيجان داخلهم، في التفاف مخفي على تعلقهم بجزائرهم والتفافهم بجيشهم.
ولكن الملاحظ لمصدر هذا الشعار وغرضه، يعي فورا أنها حملة “مسعورة” تدخل ضمن المؤامرات الخفية التي أساسها إثارة الفوضى داخليا وإذكاء نار الفتنة بين الشعب ودولته، وهذا ليس غريبا بعدما أسقط الشعب الجزائري ورقة الضباع في الماء في 2019 بانتخابات نزيهة أثمرت رئيسا منتخبا من طرف الشعب عن قناعة ووعي، بعيدا عن أية توجيهات بعد حراك مبارك، نفذه الشعب ورافقه الجيش دون أن تسقط قطرة دم. وبعد اكتشاف قوة اللحمة التي تربط الجزائري بوطنه وجيشه، واستمرار الأمن و السلم و الهدوء على مدار 5 سنوات، لم يهضم أعداء الجزائر وخدامهم الحقيقة، فبدؤوا بالتخطيط لنشر الفوضى بإثارة الشعب بعدما بدأت الخطوط العريضة للتنمية في الظهور على أرض الميدان، من خلال الاهتمام بالأمن الغذائي ووضع حد لنهب المال العام، عبر تشجيع الإنتاج المحلي وتطبيق مقولو: “نأكل مما تنتج أيدينا”، ما جعل الاستيراد يتراجع والإنتاج الوطني ينتعش، لاسيما الصناعة التحويلية التي بدأت تعطي ثمارها وتساهم في دعم الخزينة العمومية، إلى جانب فتح باب الاستثمارو أصبحت الأرضية خصبة للمستثمرين الأجانب، ناهيك عن البنى التحتية التي بدأت في التجسيد وهو ما يعني أن الجزائر قد أقلعت نحو مستقبل أفضل، كما أن نجاحها الباهر على مستوى الديبلوماسية الخارجية والنتائج الباهرة التي حققتها على مستوى مجلس الأمن بصفتها عضوا غير دائم، وما حققته للعالم الثالث والقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتحولها إلى لاعب محوري في صنع العالم الجديد المبني على تعدد الأقطاب، حرك حشد وخبث الأعداء، فبدؤوا يبحثون عن منافذ يستطيعون الدخول من خلالها والتشويش على الجزائريين، بعدما تأكدوا أن ارتباط الشعب بجيشه ودولته عقيدة راسخة كرسوخ عهد الشهداء الأبرار.
بحثوا وبحثوا ولأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تنشر المعلومة والخبر والشائعة كل الوقت وعلى نطاق واسع جدا، وجدوا في شعار “مانيش راضي” ضالتهم، من خلال تداولها عبر صفحات مزيفة ومنسوبة إلى الجزائريين زورا، ليتضح أنها خطوة جهنمية من المخزن وزبانيته، وعوض أن يلتفت إلى الفقر والأمراض ونقص التنمية التي تعاني منها الملكة، راح هؤلاء يحاولون إثارة الفوضى لإشعال الجبهة الاجتماعية من خلال نشر ما يثير استفزاز الجزائري، وهو ما جعل الجزائريون يردون بقوة بشعار “أنا مع بلادي”، في شعار مقتضب برسالة طويلة مستخلصها: نحن جاهزون، نحترم من يحترمنا ويحترم سيادة بلدنا، ولا يتدخل في شؤوننا الداخلية ولا يحاول الانغماس في مشاكلنا الداخلية لأننا وحدنا من نحلها وعلاقتنا خاصة مع قيادتنا في كل الحالات، ومن يريد القفز على وحدتنا ووحدة ترابنا، لن نرحمه ولن نتراجع من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر”، لتخرج الضباع متألمة وتخرج الأذى والكره الذي تخبؤه للجزائريين، مستغلة أولئك المارقين عن القانون المصنفين إرهابيين، الذين باعوا ضمائرهم للعدو، وأصبحوا لقمة سائغة لذئاب الحكم العالمي، بعدما قايضوا وطنيتهم وجزائرهم ب”حمام مغربي وجرعة زطلة ودريهمات معدودات… وأوروهات“.
الجزائري فطن بطبيعته، عاشق لجزائره ولا يتسامح مع من يتطاول عليها أو يحاول المساس بها، لا يرضخ لأي كان إذا حاول استغلاله، وشعار “أنا مع بلادي” رسالة قوية، مفادها أنه مع وطنه وقيادته وجيشه، وهو مع مكافحة الفساد والقضاء على بقايا العصابة دون أي تدخل خارجي مهما كان نوعها، بالمختصر الشعب الجزائري مرّ اللحم وليس كباقي الشعوب، يبقى مكتوف الأيدي وبلده يحترق، نحن شعب خلق ليقاوم، لا يبيع شرفه ولا يتنازل عن كرامته مهما يحدث، جزائره على رأس أولويات اهتمامه، لا يهاب الموت ولا يتراجع أمام الاستفزازات، وعندما يتعلق الأمر بالديبلوماسية الخارجية فإنه يوافق ويساند بلده..
و عليه يمكننا القول: “مانيش راضي على التدخل في بلادي، لكن أنا مع بلادي ضد أي كيان خارجي مهما كان أصله وفصله وهدفه“.