مزاد... كاب ديزاد
آيْ، “ماكرون”! من يخدم من؟

تابع الشعوب الإفريقية وحكامها الكلام “الوضيع” للرئيس الفرنسي، وهم مندهشين أمام قمة السفالة التي وضع ماكرون نفسه فيها أمام شعبه و إفريقيا والعالم.
مؤكد أنه كان يهذي حين كان يتكلم وإلا ماكان أذل نفسه ومرغ أنف فرنسا في وحْل تاريخها القذر مع إفريقيا والجزائر خاصة، تحدث وهو يحاول أن يكون مركز اهتمام أمام سفراء بلده، لكن تصريحاته فضحته وكشفت غباءه وأبرزت تهيانه وفقدانه البوصلة، بعدما حاول جذب اهتمام الرأي العام الدولي والهيئات الحقوقية الدولية نحو قضية جزائرية خالصة لا علاقة له بها، والقضاء الجزائري وحده من له حق الخوض وإصدار أحكام تخصها، لكنه فشل وسقط في فخ التعدي على مبادئ العلاقات الدولية، في الوقت الذي تجاهل وأسقط من كلمته “الدفاع” عن الصحافي الفرنسيَّ الأصلِ والأبِ والجدّ Sylvain Mercadier، الموجود في المعتقل لدى الكيان الصهيوني حين كان يؤدي مهنته في منطقة الجولان السورية المحتلة. كما أنه حاول استعمال ملف الهجرة النظامية والهجرة غير النظامية لابتزاز الأفارقة، ولم يتوقف بل واصل سقوطه المهين وهو يحاول اسفزاز الأفارقة بقوله أنهم “لم يشكروا فرنسا”، ما يكشف وضاعته وفظاعة أحلامه الطائشة، لأن التاريخ والواقع إلى اليوم، شاهدين لا يمكن التشكيك في معطياتهما، ففي الماضي فرنسا بكت واستنجدت بشعوب إفريقيا للتخلص من بطش “هتلر”، خلال الحرب العالمية الثانية، لتشكرهم بعد انتصارها بالرصاص والتقتيل وما حدث بقالمة وخراطة الجزائريتين وعدة مناطق شاهدة على ذلك، وبعدها أصبحت خرابا، لتعود بدون خجل وتسهر على تهجير شعوب إفريقيا إلى أراضيها القيام ببنائها وتشييد مدنها ومصانعها ولمستها التحتية، باستعمال الثروات والمواد الأولية الأفريقية، وبعدما انتهت وأضحت دولة متكاملة وذات اقتصاد قوي، بدأت النظر إلى أولئك الأفارقة على أنهم “حشرات مزعجة” على أراضيها وجب عليها التخلص منهم، فبدأت في إظهار عدائيتها ونكرهها لهم من خلال التضييق عليهم لإجبارهم على المغادرة، حتى لا يزاحمون شعبها في الخيرات التي أصلها من إفريقيا، في حين لم تخل مرة أخرى واكتفت بالتصريح أنها تريد النخبة من إفريقيا فقط، ليواصلوا خدمتها مثلما خدمها أباؤهم، بل تعدت إلى طلب حراسة الحدود الأوروبية المتوسطية من طرف الدول الأفريقية الشمالية حتى لا يهجر إليها الأفارقة.
كل هذه الحقائق، والتي وردت دون تفاصيل وعبارة عن ملخص وأمثلة صغيرة عن ما فعلته افريقيا وشعوبها لفرنسا التي سبق واحتلت بلدانها عسكريا وشردت شعوبها وقتلتهم وعذبتهم وتركت جروحا غائرة لم تندمل إلى اليوم، وآثارا رهيبة مازالت تؤثر على السكان حتى هذه اللحظة، وشركاتها الخاصة أو المتعددة الجنسيات التي أفقرت إفريقيا واستعبدت شعوبها ومازالت تنهب ثرواتنا، وقواعدها العسكرية التي كانت تغذي المؤامرات والفوضى في إفريقيا إلى وقت قريب… و مازال المعتوه الفرنسي بكل وقاحة ينتظر الشكر، لأنه لا يفهم معنى المعاملة بالمثل والند للند، وقد بدأت افريقيا فعلا تشكر فرنسا بطريقتها الخاصة جدا، عبر طرد جنودها من الدول الأفريقية ورفض التواجد الفرنسي بأراضيها، و الحد من التدخل في شؤونها الداخلية والتوجه إلى تأميم ثرواتها والإشراف على استغلالها، وقد اتضحت نتائج شكر افريقيا لفرنسا، في الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها والمأزق السياسي الذي يتخبط فيه ماكرون نفسه وحالة الغليان والفوضى التي تهزها بعدما بدأت افريقيا بشكرها عن طريق طردها وغلق الباب في وجهها، بينما بدأت افريقيا تتحرر وبدأت بلدانها في وضع قاطرة التنمية الحقيقية على السكة….
و عليه آن الأوان لمخاطبة فرنسا عن طريق رئيسها: آيْ، ماكرون! من يخدم من؟
وردة. ق