وطني

باحثون ومجاهدون: “الاحتلال الفرنسي لجأ الى القمع بعد نجاح مؤتمر الصومام”

وأج
أثار تنظيم ونجاح مؤتمر الصومام في أوت 1956 ردود فعل وحشية من جيش المحتل الفرنسي.
استمرت العمليات القمعية إلى غاية 1958، حيث انتهج طوال هذه الفترة سياسة قمعية شرسة، وفق ما أكده مجاهدون وباحثون في التاريخ، بمناسبة الذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد20 أوت 1955 و1956.
سجلت منطقة وادي الصومام، آنذاك كل أنواع القمع المتمثلة في المداهمات اليومية والقصف وإحراق القرى والإعدامات الفورية وحشد السكان في مناطق عسكرية، وفق ما ذكره مجاهدون وباحثون عشية الاحتفال بالذكرى الـ69 لمؤتمر الصومام.
وقام الجيش الفرنسي عقب هذا المؤتمر بتصعيد عنيف في عمليات القمع هدفه ترهيب وردع القرويين بسبب دعمهم للمجاهدين، سيما في مجالات التموين والإيواء والعلاج وجمع المعلومات.
قال شعلال زايدي، أحد مجاهدي الولاية التاريخية الثالثة، أن المحتل اعتمد أساليب وحشية وهمجية في تعامله مع المدنيين، إذ أن مجرد شبهة التعامل مع المجاهدين كانت تكفيه لقتل الجزائريين بالنيران و الحرق، “كي يجعلوا منهم عبرة لمن يعتبر”، حسب شهادة المجاهد الذي بدى على ملامحه التأثر حينما كان يستعيد صورة الفظائع التي عاشها آنذاك.
من جهته، أبرز مؤرخ الثورة، علي بطاش، أن هذه الأساليب الانتقامية في مواجهة الثورة لم تكن بالجديدة بالنسبة للكثيرين، الذين أكدوا أن المستعمر كان ينتهجها منذ الفاتح نوفمبر 1954، قبل أن تصبح أكثر شراسة غداة اكتشاف انعقاد مؤتمر الصومام.
ولفت بطاش، إلى أن “الإدارة الاستعمارية لم تعلم بتنظيم المؤتمر إلا بعد حوالي 30 يوما من انعقاده، ما يؤكد السرية الاستثنائية التي ميزت هذا اللقاء”، و هو ما يفسر حالة الارتباك والذهول التي أصابت الجيش الاستعماري بأكمله.
الأمر نفسه أكده عميد كلية التاريخ بالجامعة، البروفيسور أوعثماني سطار، قائلا أن الإدارة الاستعمارية لم تطلع على تفاصيل مضمون وثيقة المؤتمر إلا بعد نشرها في صفحات جريدة “المجاهد”، وهو ما زاد من سخط موظفيها، سيما العسكريين منهم، الذين أصبح هاجسهم الوحيد هو معاقبة وإخضاع السكان المحليين، و من خلالهم القضاء على المقاومة في الجبال.
وأيضا التعزيزات التي تم إيفادها إلى المنطقة، ليرتفع عددها من 60 ألف إلى 300 ألف جندي فرنسي خلال بضعة أسابيع، انتهج الجيش الفرنسي سياسة الأرض المحروقة، بحيث تعرضت 14 قرية للقصف الممنهج، من بينها تيليوين التي استضافت رفقة قرية إيفري، جزءا من أشغال المؤتمر وأحرقت إحراقها بالكامل، وفق توضيحات البروفيسور سطار.
وأشار عميد كلية التاريخ، إلى انتهاء فترة الهمجية والعنف العصيبة بمعركة أسطورية بتيليوين تحمل إسم هذه القرية، دارت رحاها في يناير 1958 ودفع خلالها الجيش الاستعماري ثمنا باهظا.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق