مزاد... كاب ديزاد

الجزائريون ولدوا أحرارا…

تصريح الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” من روسيا ب”الجزائريون ولدوا أحرارا، وسيبقون أحرارا في قراراتهم وتصرفاتهم”، لم يأت من العدم وليس حديثا عابرا، بل هو إقرار بتحرر الجزائر من كل مديونية خارجية، فهي لم تعد رهينة أية هيئة مالية دولية.
تحرر الجزائر ليس عمل يوم أو شهر أو سنة، بل هو نتاج نضال رجال يستشرفون الأحداث، ويتحملون المسؤولية ويتخذون القرارات المصيرية بصلابة المواقف وتوحد الرؤى. فخبرة الجزائري في الأزمات الدولية وما عاناه تحت الاستعمار ووضعيات الابتزاز التي تحاك ضد بلده في كل مرة، للضغط من طرف هذا الطرف أو ذاك، جعلتها تجاربا صقلت تفكيره، وأضحى يمتلك حس “التمييز بين المفردات، والتفريق بين الشعارات”، فيفكك الشيفرات ويستبق الأحداث والستجدات. فالرئيس تبون بتصريحه ذاك، رد على سؤال صحفي ظن أنه سيستفزه أو يحرجه، فكان الرد كلمة “رَصاص”، بأن الجزائر ولد حرا ولا وصاية عليه من أي طرف كان.
وتصريح الرئيس الروسي بأن زيارة نظيره الجزائري لروسيا في هذه الظروف الدولية، يعكس الكثير، فهو تصريح قوي وله أثره في الضالعين في العلاقات السياسية، وأحد مؤشراتها، أن الجزائر لم تعد بلدا ضعيفا في قراراته الدولية، وإنما له كلمته فيما يخص قراراته، دون الخوف من إزعاج هذا الطرف أو ذاك، مادام لا يخل بمصداقية علاقته الدولية، ولا ينقض معاهداته واتفاقياته مهما كان نوعها ووزنها الديبلوماسي.
وبالعودة إلى التاريخ الغابر، فإن الجزائر معروفة بأنها تقرر مصيرها بنفسها، وشعبها مشروع شهيد في سبيل الحرية والتحرر، فقد واجه أعتى القوى العسكرية الغربية “فرنسا اللئيمة” بصدور عارية، ونال استقلاله، وبنى مؤسسات دولته برجالات صادقة، لها عهد قطعته للشهداء الذين سقوا تربة بلادهم بالدم والعرق اليوم لتكون جزائر رائدة بين الأمم. وتواصل مسيرتها بوضع بصماتها في حل المشاكل الدولية الشقيقة والصديقة، دون تدخل في شؤونها الداخلية.
وتبقى الجزائر صامدة رائدة في دروس الحرية والتحرر، بشعب لا يعشق سوى الحرية ومستعد للشهادة على أن يعيش لحظة تحت الانبطاح أو التذلل لأي كان ومهما كان.
بقلم: وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق