Capdz بالعربي

الإمام الجزائري منبر للوعي وضمير للأمة

م ر

في الخامس عشر من سبتمبر من كل عام، تحيي الجزائر يوما ليس كباقي الأيام، إنه اليوم الوطني للإمام، الذي أُقرّ رسميا بموجب المرسوم الرئاسي رقم 22-214 الصادر في 8 جوان 2022، يوم يحمل في طياته معاني الاعتراف والوفاء، لمن وقفوا على منابر المساجد، يهدون الناس إلى الخير، ويزرعون في النفوس بذور الفضيلة، ويصونون هوية الأمة من كل دخيل، هو يوم يحمل اعترافا عميقا بدور الإمام المحوري في تشكيل الوعي الوطني والديني، و الهوية الدينية والاجتماعية وفي بناء المواطن الجزائري عبر الأجيال.

تحت شعار “الإمام من الجهاد والتحرير إلى البناء والتعمير”، تستحضر الجزائر سيرة أئمتها الذين لم يكتفوا بإمامة الصلاة، بل كانوا في الصفوف الأولى للمقاومة، وفي ساحات التعليم والتنوير، و لم يكونوا موظفين إداريين  

فحسب، بل حاملين لرسالة تربوية وروحية ، ومؤتمنين على ضمير الأمة، هم امتداد لعلماء الأمة الذين عاشوا للعلم والإصلاح.

و يظل الإمام حجر الزاوية في الحفاظ على ثوابت المجتمع، من خلال خطبه المنبرية، ودروسه التوعوية، ومواقفه الإصلاحية، حيث أصبح اليوم الوطني للإمام مناسبة لتجديد العهد مع هذه الفئة، ولتثمين جهودها في مكافحة الآفات الاجتماعية، وتعزيز الوحدة الوطنية.

يوم الإمام هو دعوة مفتوحة لإعادة الاعتبار لمن يشكل ضمير الأمة من محراب المسجد إلى قلب المجتمع، يوم الإمام هو أيضا تخليد لرموز مثل الشيخ سيدي محمد بلكبير، الذي خرّج آلاف الأئمة من مدرسته في أدرار ، وكان منارة علمية وروحية.

الإمام الجزائري لم يكن يوما مجرد مؤدٍ للصلوات، بل كان منارة للعلم، وركيزة للوحدة، وصوتا للحق في زمن الاستعمار، وفي مراحل البناء الوطني، حيث شارك في الجهاد بالكلمة والموقف، وكان له دور محوري في الحفاظ على المرجعية الدينية ، التي تميز بها المجتمع الجزائري عبر العصور، هو الإمام معلم القيم وحارس الهوية.

فلنُجدد العهد مع أئمتنا، ولنُعزز مكانتهم في المجتمع، فهم حراس القيم، وصناع الوعي، وركائز الاستقرار الروحي والفكري.