عصام بلكدروسي
يواصل المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي بلاوي الهواري بوهران أداء رسالته التربوية والفنية، باعتباره صرحاً أساسياً في تكوين جيل جديد من الموسيقيين بالجهة الغربية للبلاد. ويضم المعهد ملاحق أخرى في ولايات مجاورة، مما يعكس دوره الريادي في نشر الثقافة الموسيقية وتعزيز التكوين الأكاديمي في هذا المجال.
المعهد الذي يستقبل سنوياً عدداً من المترشحين عبر مسابقة خاصة، يفتح أبوابه أمام الشباب حتى سن 22 سنة. ويختلف مسار التكوين حسب المستوى الدراسي، إذ يمتد إلى 6 سنوات لحاملي شهادة التعليم المتوسط، و4 سنوات لحاملي شهادة التعليم الثانوي، فيما يتم في بعض الحالات النادرة قبول الحائزين على شهادة الليسانس. ويشمل التكوين مختلف التخصصات الموسيقية، من بينها الآلات الوترية والنفخية، ضمن برامج بيداغوجية يشرف عليها أساتذة مختصون.
ولا يقتصر دور المعهد على التكوين النظري والعملي داخل القاعات، بل يحرص على إشراك طلبته وأساتذته في فعاليات فنية محلية ووطنية، على غرار المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية، إضافة إلى مشاركات في تظاهرات كبرى مثل المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بدار الأوبرا بوعلام بن سايح بالعاصمة، حيث يستفيد المتربصون من ورشات و”ماستر كلاس” للاحتكاك بالمحترفين وتبادل الخبرات.
اكد مدير المعهد، السيد بوعتورة، على أهمية البدء في التكوين الموسيقي منذ الصغر، مؤكداً أنّ “الالتفات والالتفاف حول هذه الفنون ضرورة ملحّة لإنقاذ أبنائنا والجيل الصاعد من الآفات التي تحيط بهم”. كما أشار إلى أنّ كل الأساتذة الحاليين للمعهد هم في الأصل من خريجيه، ما يعكس نجاح المؤسسة في تكوين كفاءات موسيقية قادرة على الاستمرارية.
بهذا، يواصل معهد بلاوي الهواري كتابة صفحة مشرقة في مسار التكوين الموسيقي بالجزائر، واضعاً نصب عينيه هدف صناعة موسيقيي الغد من تلاميذ اليوم.