Capdz بالعربي

الدخول المدرسي … عام التحول الرقمي و تكريس الجودة التربوية

م ر

عاد اليوم 12 مليون تلميذ إلى مقاعد الدراسة في مختلف ولايات الوطن، إيذانا بانطلاق موسم دراسي جديد يحمل في طياته آمالا كبيرة وتحديات متجددة، في ظل توسّع مستمر للمنشآت التربوية، وافتتاح مؤسسات جديدة في المناطق النائية، و توسيع إدخال اللوحات الإلكترونية في بعض المدارس، وكذا توسيع استخدام المنصات الرقمية في التسيير والتقييم.

و شهد هذا الموسم إدماج آلاف الأساتذة المتعاقدين، في خطوة لاقت ترحيبا واسعا، و تمت مراجعة البرامج الدراسية في بعض المستويات، مع التركيز على تبسيط المحتوى وتكييفه مع قدرات التلاميذ.

و مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد 2025/2026، تشهد الجزائر دخولا مدرسيا استثنائيا يعكس ديناميكية الإصلاحات العميقة التي يشهدها قطاع التربية الوطنية، حيث التحق أكثر من مليون و28 ألف تلميذ جديد بمقاعد الدراسة هذا العام، في خطوة تؤكد على التوسع المستمر للمنظومة التعليمية واستجابتها للطلب الاجتماعي المتزايد.

و عرف قطاع التربية إصلاحات هيكلية و مشاريع واعدة، و أطلقت وزارة التربية الوطنية، بقيادة الوزير محمد الصغير سعداوي، سلسلة من المبادرات النوعية التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتطوير البنية التحتية التربوية، أبرزها إعادة هيكلة المناهج الدراسية خاصة في السنة الثالثة ابتدائي ، بما يتماشى مع متطلبات العصر، افتتاح ثانوية جهوية متخصصة في الرياضياتبولاية سيدي بلعباس، لتشجيع التميز العلمي وتكريس التخصص المبكر، توسيع استخدام اللوحات الإلكترونية في المدارس الابتدائية في إطار التحول الرقمي للقطاع، و كذا تعزيز التكفل بالتلاميذ المرضى في المستشفيات ومراكز العلاج، لضمان حقهم في التعليم رغم الظروف الصحية.

و سهرت وزارة التربية على دعم الموارد البشرية و تثبيت الكفاءات ، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية ، من خلال إدماج أكثر من 82 ألف أستاذ متعاقد في مناصب دائمة، مما يعزّز استقرار القطاع والاعتماد على الكفاءات التعليمية المؤهلة ، كما تم ضبط احتياجات التوظيف بدقة، مع التركيز على المتخرجين من الجامعات و التكوين الجامعي لتغطية التخصصات المطلوبة .

و يسير قطاع التربية في الجزائر نحو مدرسة رقمية متكاملة ، و أطلقت الوزارة الوصية خطة وطنية للتحول الرقمي، تشمل رقمنة التسجيلات، وتطوير منصة إلكترونية لتسيير المسارات التعليمية، إضافة إلى تنظيم ندوة وطنية لتقييم مدى تقدم هذا التحول، كما تم الإعلان عن أسبوع إعلامي وطني لتعريف التلاميذ وأوليائهم بالتخصصات والمسارات الدراسية المتاحة، في خطوة تهدف إلى توجيههم نحو خيارات تعليمية مدروسة.

الدخول المدرسي هذا العام حدث وطني بامتياز، يحمل معه آمالا كبيرة في بناء مدرسة عصرية، عادلة، وفعالة ، هو محطة مفصلية في مسار إصلاح شامل ، يهدف إلى بناء مدرسة جزائرية عصرية، وذات جودة عالية ، هي بداية التحول الحقيقي نحو تعليم يواكب تحديات المستقبل.