ح. نصيرة
تعرّض الدخول الجامعي الجديد بولاية وهران لمحاولة تشويش محدودة داخل الإقامة الجامعية “بلقايد 6″، إثر احتجاج طالبة سبق طردها بقرار نهائي خلال الموسم الماضي، بعد تورطها في أعمال عنف وشغب داخل الإقامة. الحادثة أعادت الجدل حول ضبط الإقامات الجامعية وتطهيرها من الغرباء، في وقت تدخلت فيه إدارة الخدمات الجامعية لوضع حد لما وصفته بـ”حملة تضليل” عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفق بيان توضيحي لإدارة الخدمات الجامعية بلقايد، فإن الطالبة المعنية، وهي “مسبوقة قضائيًا”، كانت قد طُردت نهائيًا في شهر أفريل الماضي، قبل أن تعود بشكل مفاجئ يوم 21 سبتمبر الجاري وتحاول دخول الإقامة عنوة، رافضة مراجعة الإدارة أو تقديم طلب رسمي للطعن في قرار طردها. وقامت لاحقًا بالاعتصام أمام أحد أجنحة الإقامة، معلنة إضرابًا عن الطعام، مع تصوير ما حدث وبثه على مواقع التواصل.
الإدارة أوضحت أن مديرة الإقامة وجهت الطالبة إلى مدير الخدمات الجامعية للنظر في ملفها وفق الإجراءات القانونية، إلا أنها رفضت ذلك وواصلت اعتصامها. كما تنقل المدير شخصيًا إليها بتاريخ 22 سبتمبر واقترح عليها المبيت المؤقت داخل غرفة إلى غاية دراسة ملفها، غير أنها أصرت على موقفها.
وفي تطورات لاحقة، حاولت إدارتا الإقامة والحماية المدنية، بالتنسيق مع طبيبة الإقامة، فحص حالتها الصحية، لكنها رفضت الخضوع للفحص، ما دفع الإدارة إلى إصدار توضيح للرأي العام حول ما اعتبرته “محاولة تشويش وابتزاز مرفوضة”.
رفض الابتزاز وفتح باب الطعون
من جهته، صرّح مدير الخدمات الجامعية بلقايد، فاروق قسايمي، أن الحادثة ترافقت مع محاولة طالبتين منع سيارة إسعاف من التدخل، وهو تصرّف غير مقبول، يُضاف إلى سلسلة تجاوزات تهدف، حسب قوله، إلى التشويش على السير العادي للدخول الجامعي.
وأكد المدير أن قطاع الخدمات الجامعية يعمل وفق توصيات لجنة التفتيش التابعة للديوان الوطني للخدمات الجامعية، ويرفض أي محاولات ابتزاز أو تجاوز غير قانوني، مضيفًا أن منصة “بروقرس” الإلكترونية مفتوحة أمام جميع الطلبة للطعن في قرارات الإيواء، في إطار ثمانية أسباب قانونية واضحة، تشمل حالات مثل تجاوز السن القانوني أو التكرار غير المبرر أو السوابق داخل الإقامات.
تطهير الإقامات وضبط النظام الداخلي
وكشف قسايمي عن مباشرة عملية تطهير شاملة داخل الإقامات الجامعية، شملت طرد 7 طلبة بين مؤقت ونهائي، وإخراج 7 غرباء من بينهم رعية أجنبي، بالإضافة إلى 25 طالبًا أنهوا دراستهم خلال الموسم الفارط.
وأشار إلى أن المجمع الجامعي بلقايد يضم 9 إقامات، منها 2 مغلقة حاليًا، ويستقبل هذا العام 1800 طالب جديد، بينما يتجاوز إجمالي الطلبة المقيمين 7000 طالب. وتعمل الإقامات بنظام مراقبة يشمل كاميرات أمنية وبطاقات رقمية لضمان الأمن والانضباط.
كما تم توقيف نشاط أحد الفروع الطلابية مؤخرًا بسبب تجاوزه القانون وافتعاله للأزمات داخل الحرم الإقامي، في وقت تبقى فيه قنوات الحوار مفتوحة مع 12 تنظيمًا طلابيًا معتمدًا على مستوى وهران.
وختم المسؤول بالتأكيد على أن الإدارة لن تتسامح مع أي ممارسات تهدد استقرار الإقامات الجامعية أو تسعى لإرباك الدخول الجامعي، موجهًا دعوة للطلبة إلى التعاون من أجل موسم جامعي ناجح وآمن.