جميلة.م
استأنف المتحف الولائي للمجاهد بوهران نشاطاته التربوية والتثقيفية الموجهة لفائدة التلاميذ من مختلف الأطوار التعليمية، بما في ذلك أقسام التحضيري ودور الحضانة، حيث شرع منذ بداية الدخول الاجتماعي في استقبال الوفود المدرسية وتنظيم زيارات ميدانية مرفقة بشروحات وورشات تعليمية تهدف إلى غرس روح الوطنية والاعتزاز بالهوية التاريخية لدى الناشئة.
وفي تصريح لصديقي المختار، مدير المتحف الولائي للمجاهد، أوضح أن المتحف يتوقع تسجيل توافد أعداد كبيرة من الزوار الصغار خلال هذا الفصل، خصوصا من المدارس الابتدائية ودور الحضانة التي تعودت على برمجة زيارات دورية إلى المتحف مع بداية كل سنة دراسية. وقد تم بالفعل برمجة عدة حصص استقبال تستهدف أزيد من 35 تلميذ خلال في كل زيارة من الموسم الدراسي، مع توقعات بزيادة هذا الرقم لاحقا نظرا للطلب المتزايد من المؤسسات التربوية، حيث يتوقع زيارة اكثر من 600 تلميذ شهريا.
وأكد مدير المتحف أن هذه الزيارات لا تقتصر على التجول داخل قاعات العرض فقط، بل تتضمن أنشطة موجهة ومحاضرات مبسطة تتماشى مع مستوى استيعاب الأطفال، بإشراف مرشدين متخصصين في التربية التاريخية والتوعية الوطنية.
برنامج ثري لإحياء المناسبات التاريخية والوطنية
ضمن إطار نشاطاته السنوية، باشر المتحف الولائي للمجاهد بوهران في تنفيذ برنامج مسطر مسبقا من طرف المجلس العلمي للمتحف، بالتنسيق مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، ويتضمن البرنامج إحياء مختلف المناسبات الوطنية والتاريخية التي ترمز إلى نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.
ومن بين أبرز المحطات المبرمجة، إحياء ذكرى مجازر 17 أكتوبر 1961، حيث سيتم تنظيم محاضرات وندوات موجهة لطلبة الجامعات والثانويات، إلى جانب إقامة معارض وثائقية وسمعية بصرية حول الحدث.
وحرص المتحف أيضا على تنويع أماكن النشاطات لتشمل مطار أحمد بن بلة، وجامعة وهران، بالإضافة إلى تنظيم معارض متنقلة على مستوى البلديات والمراكز الثقافية، بهدف تقريب المحتوى التاريخي من المواطن وتشجيع مختلف الفئات العمرية على التفاعل مع التراث الوطني.
كما تم إحياء الذكرى السنوية لعيد الاستقلال 5 جويلية 1945 من خلال تنظيم أسبوع كامل من النشاطات، اشتملت على عروض أفلام وثائقية، ندوات فكرية، معارض صور وكتب، بمشاركة أساتذة وباحثين من جامعة وهران ومخابرها.
كما تم تنظيم مائدة مستديرة بمناسبة ذكرى معركة الغوالم المصنفة كإحدى المعارك البارزة في سجل المقاومة الشعبية المسلحة، حيث جمعت هذه الفعالية مجاهدين سابقين، مؤرخين وطلبة، في نقاش مفتوح لتسليط الضوء على وقائع المعركة وأهميتها في مسار الثورة الجزائرية.
لم تقتصر نشاطات المتحف على الفئة المدرسية فقط، بل شهد خلال العطلة الصيفية توافد عدد كبير من الزوار من داخل الوطن وخارجه، حيث أحصت إدارة المتحف قرابة 750 زائرا خلال الموسم المنصرم، من بينهم عدد معتبر من المغتربين الذين استغلوا فرصة تواجدهم في الوطن للتعرف على جزء من تاريخ الجزائر النضالي.
وقد عبر العديد من الزوار عن إعجابهم بمحتويات المتحف وتنظيمه، حيث تنوعت المعروضات بين وثائق نادرة، صور أرشيفية، ألبسة وأسلحة ثورية، إلى جانب الأجنحة المخصصة لمعارك ومحطات بارزة من حرب التحرير.
بهذا النشاط المتنوع والمتواصل، يواصل المتحف الولائي للمجاهد بوهران أداء رسالته التثقيفية والوطنية، مستهدفا بذلك مختلف فئات المجتمع، من الأطفال إلى الباحثين، مرسخا أهمية الذاكرة الوطنية وربط الأجيال بتاريخ بلدهم المجيد.