جميلة.م
اختتمت أمس الخميس، فعاليات الملتقى الوطني الهجين حول التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي ، الذي نظمته المدرسة العليا للأساتذة بوهران، تحت إشراف الدكتورة كوثر العابد.
وقد أوصى المشاركون في ختام أشغاله بضرورة إنشاء منظومة أخلاقية توجه استخدام الذكاء الاصطناعي بما يخدم تطوير الروح العلمية، ويضمن التعامل الجاد والعميق مع المبادئ الأخلاقية المرتبطة بهذه التقنية، خاصة في المجال الأكاديمي.
ركزت التوصيات، على أهمية الاستخدام السليم لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في السياق الجامعي، من خلال مجموعة من المبادئ التي تضمن عدم الانزلاق نحو الاعتماد الكلي على الآلة.
ومن بين أبرز هذه التوصيات، التأكيد على التحقق من المعلومات وعدم اعتبار ChatGPT مصدرا نهائيا ، بل وسيلة مساعدة لتوليد الأفكار أو توضيح المفاهيم، مع الرجوع إلى مصادر علمية موثوقة للتحقق من صحة المحتوى.
كما اعتبر المشاركون، أن هذه الأدوات مفيدة في توليد الأفكار الأولية لمشاريع البحوث أو المقالات، لكنها لا تغني عن التخطيط المنهجي أو مراجعة الأدبيات العلمية، ولا يجوز استخدامها كبديل عن الجهد البحثي الحقيقي.
ومن الإيجابيات التي تم التطرق إليها أيضا ، قدرة الذكاء الاصطناعي على تبسيط المفاهيم المعقدة، خاصة في المواد العلمية والفلسفية، مما يعزز الفهم الذاتي لدى الطلبة.
و في اليوم الثاني من الملتقى ، طرحت مداخلات متعددة حول استخدام ChatGPT في تحسين مهارات الكتابة، حيث يمكنه اقتراح تعديلات لغوية أو هيكلية على النصوص الأكاديمية، لكن لا ينبغي الاعتماد عليه لكتابة الأعمال الأكاديمية كاملة نيابة عن الطالب. كما أُشير إلى دوره في دعم الترجمة والفهم اللغوي، خاصة بالنسبة للطلاب غير الناطقين باللغة الأصلية للنصوص العلمية.
من جهة أخرى، تناول المؤتمر جملة من المواضيع المرتبطة بكفاءة الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات، والتخطيط، وحل المشكلات، وتحديد الأصوات، والتمييز بين المنطوق، فضلا عن قدرته على تصنيف الصور، والتنبؤ، والتأويل، وتصحيح الأخطاء في البيانات المدخلة.
أما في مجال التعليم العالي، فقد أبرز المشاركون مدى استفادة المؤسسات الجامعية من الذكاء الاصطناعي، لا سيما في توفير الوقت، التصحيح الإلكتروني، والترجمة الفورية. وامتدت المناقشات إلى مجالات أكثر تخصصا، مثل علم الجينات، البيئة، والرعاية الصحية، إلى جانب إمكانية مراقبة جودة الصناعات الغذائية.
المؤتمر، الذي جمع باحثين، أساتذة، ومختصين في الذكاء الاصطناعي، سعى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من أبرزها استكشاف التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في الجامعات، من خلال تقديم دراسات حالة حول إنشاء محتوى تعليمي مخصص وتطوير أنظمة تقييم ذكية. كما ناقش تحديات الخصوصية، التحيزات الخوارزمية، والعقبات التقنية، وشجع على الابتكار البيداغوجي، من خلال مقاربات جديدة تعزز تجربة التعلم.
وشدد المنظمون على أهمية تهيئة الطلبة والأساتذة لمستقبل رقمي، عبر توفير برامج تدريبية تساعدهم على اكتساب الكفاءات الضرورية وتعزيز ثقافة الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة. كما دعوا إلى تعزيز التعاون بين الجامعات ومؤسسات التكنولوجيا من أجل تبادل الخبرات وتطوير حلول مبتكرة تخدم التعليم والبحث العلمي.
اكد المشاركون في الملتقى، على حرص الأسرة الجامعية على مواكبة التحولات الرقمية، ووعيها بضرورة تأطير استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن أطر أخلاقية وعلمية واضحة، تضمن استفادة حقيقية دون المساس بجوهر العمل الأكاديمي.