جميلة .م
شاركت جامعة وهران 1 صبيحة اليوم، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة المصادف ليوم 22 أكتوبر من كل سن، في أشغال ملتقى وطني احتضنته جامعة محمد خيضر ببسكرة، تحت عنوان: “إشكالية العمل الإعلامي في ظل الذكاء الاصطناعي: تحولات عميقة وتحديات مستقبلية، الواقع والرهانات”.
هذا اللقاء العلمي نظم من طرف مخبر الدراسات النفسية والاجتماعية وفرقة البحث “سيكولوجيا الاتصال في الوسط الجزائري، البدعة والحركات الاجتماعية في الجزائر والعالم”، التابعة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للصحافة المصادف ليوم 22 أكتوبر من كل سنة .
وفي هذا السياق، أكدت الأستاذة رايس ابتسام، ممثلة جامعة وهران 1 ورئيسة مخبر سيڨما، أن مشاركة مخبرها جاءت على هامش مشروع اتفاقية تعاون قيد الإعداد بين جامعتي وهران 1 وبسكرة. وأشارت إلى أن هذه المبادرة من شأنها فتح آفاق جديدة للتعاون العلمي والبحثي بين المؤسستين، مضيفة أن الاتفاقية ما تزال في طور التحضير وسيتم الإعلان عنها في الايام القادمة.
وأبرزت الأستاذة رايس أهمية هذه الشراكة في تعزيز البحث العلمي، خصوصا في مجالات تتقاطع بين الإعلام، الاتصال، والذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن المرحلة القادمة ستشهد تنظيم فعاليات وملتقيات ومشاريع بحثية مشتركة بين الجامعتين.
و خلال مداخلتها، تطرقت الأستاذة رايس إلى موضوع التحول الرقمي وتأثيره المباشر على مهنة المكلف بالاتصال داخل المؤسسات الجزائرية، معتبرة أن الثورة الرقمية فرضت تحديات جديدة وأعادت تشكيل أدوار هذا الفاعل المحوري في المنظومة الاتصالية. وأوضحت أن المكلف بالاتصال لم يعد فقط ناقلا للمعلومة، بل أصبح مطالبا بإدارة تدفق المعلومات والتفاعل مع جمهور متعدد القنوات، باستخدام أدوات تكنولوجية متطورة.
وأضافت أن المؤسسات الجزائرية تشهد تغيرات عميقة على مستوى الاتصال المؤسسي، نتيجة التحول الرقمي الذي بات ضرورة ملحة وليس خيارا، في ظل المبادرات الوطنية لتسريع وتيرة الرقمنة، منها الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي.
و شددت الاستاذة رايس الى ضرورة تعزيز البنية التحتية الرقمية داخل المؤسسات، و تطوير برامج تدريبية متخصصة للمكلفين بالاتصال، تعزيز الشفافية في الخطاب المؤسسي، وتفعيل آليات الرقابة لضمان أمن المعلومات والحد من الأخبار الزائفة، إلى جانب تشجيع البحث العلمي في هذا المجال.
من جهتها، أكدت الدكتورة مسعودة طلحة، رئيسة الملتقى، أن اختيار موضوع الذكاء الاصطناعي بمناسبة اليوم الوطني لصحافة لم يكن اعتباطيا، بل جاء استجابة لتحولات عميقة تمس مهنة الإعلام والصحافة على المستوى العالمي. وأضافت أن تقارير منظمات دولية أكدت على تطور غرف أخبار ذكية تعتمد كليا على الذكاء الاصطناعي دون تدخل بشري، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على المهنة.
كما شددت على أن التكنولوجيا تحمل في طياتها جوانب إيجابية وأخرى سلبية، مما يستدعي إعداد استراتيجيات مبنية على أبحاث وأرقام لتفادي الانعكاسات السلبية.
واعتبرت أن هذا الملتقى يندرج ضمن مقاربة استباقية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، عبر تسليط الضوء على تجارب محلية وعالمية في استخدام هذه التقنية، وتحليل آثارها على المحتوى، الجمهور، والممارسات المهنية، مع التركيز على البعد الأخلاقي.
هذا و شكل الملتقى منصة علمية ثرية للحوار وتبادل الرؤى حول مستقبل الإعلام في ظل الثورة الرقمية، كما فتح المجال أمام الباحثين والمهنيين لاستشراف آليات التكيف مع الذكاء الاصطناعي، وتطوير منظومة الإعلام في الجزائر لمواكبة التحولات العالمية.