م ر
نظم اليوم المجلس الشعبي الوطني يوميا دراسيا بعنوان ” الإعلام و الثورة من خدمة الثورة إلى التحديات الراهنة “، بمناسبة الذكرى ال 71 لاندلاع ثورة التحرير و استرجاع السيادة على الإذاعة و التلفزون الجزائري ، أين تم إبراز دور الإعلام في صون السيادة و الهوية الوطنية وتعزيز التلاحم و الدفاع عن الجزائر.
و لم يكن الإعلام منذ اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر 1954، مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل كان منبرا مقاوما و مدرسة للنضال و سلاحا استراتيجيا في معركة التحرير، فكان الإعلام الثوري صوتا للمقاومة و للضمير الوطني، وصرخة في وجه الاستعمار، ومرآة تعكس تطلعات شعب يتوق للحرية والاستقلال.
و خاض الإعلام الجزائري معارك فكرية ضد سياسة التجهيل والتمييع الثقافي التي انتهجها الاستعمار الفرنسي، كما دافع عن الهوية الإسلامية والعربية للجزائريين، و كشف عن ظلم الإستعمار الفرنسي ، و فضح جرائمه و حفز الوعي السياسي لدى الشباب .
و الإعلام آنذاك لم يكن مجرد ناقل للحدث، بل كان صانعا للوعي الوطني، ومؤطرا للنضال السياسي والفكري، و ساهم في بناء الهوية الوطنية، وأوصل صوت الجزائر إلى المحافل الدولية، و و بعد الاستقلال، تحوّلت الصحافة الوطنية إلى مدرسة للنضال السياسي، تواكب مشاريع التنمية وتسلط الضوء على قضايا المجتمع .
الصحافة الجزائرية لم تكن مجرد ناقل للمعلومة، بل كانت مدرسة خرّجت مناضلين، ومثقفين، وكتّابا ساهموا في بناء الوعي الوطن ، و هي المدرسة التي تعلّم فيها الجزائريون كيف يكتبون، و كيف يفكرون، وكيف يواجهون الاستعمار الغاشم.
في الوقت الراهن، يقف الإعلام الجزائري أمام مسؤولية الحفاظ على ذاكرة الثورة، ومواكبة تطلعات المجتمع الحديث.
اليوم، ونحن نعيش في جزائر مستقلة، يبقى من واجبنا أن نستحضر هذا الإرث النضالي، ونُعيد للصحافة دورها التنويري، فكما كانت بالأمس منبرًا للحرية، يجب أن تبقى اليوم صوتًا للحق والعدالة.
فالإعلام الجزائري، الذي بدأ كصوت ثائر في الجبال، هو مطالب اليوم بأن يكون صوتا مدافعا عن الجزائر و صورتها ، و سلاحا يشهر في وجه كل من تخول له نفسه المساس بوطننا ، و سيفا قاطعا لرؤوس قد أينعت و راحت تناور على سيدتهم جزائر الشهداء السيدة المنتصرة.