Capdz بالعربي

الصيد البحري رافعة للأمن الغذائي … نحو اقتصاد أزرق مستدام

م ر

انطلقت اليوم ، فعاليات الطبعة العاشرة للصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات بولاية وهران ، تحت شعار “صيد ومائيات… ابتكار وشراكات”، و هو حدث اقتصادي واستثماري بارز يجمع نخبة من الفاعلين والمهنيين من 17 دولة، بمشاركة 179 عارضا،  وبحضور وزراء من الجزائر وسلطنة عمان، إلى جانب ممثلين عن الهيئات الدبلوماسية والمؤسسات الوطنية والدولية.

و يشكّل الصالون الذي تنظمه الغرفة الجزائرية للصيد البحري وتربية المائيات، تحت إشراف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، منصة دولية للتبادل والابتكار ، و فضاء استراتيجيا لتبادل الخبرات، عرض الابتكارات التكنولوجية، وتعزيز الشراكات بين الفاعلين في القطاع، خاصة مع حضور الباحثين، المستثمرين، والمهنيين، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا المجال الحيوي.

في ظل التحديات العالمية المرتبطة بالأمن الغذائي، يبرز قطاع الصيد البحري وتربية المائيات كحل مستدام لتوفير البروتين الحيواني بأسعار معقولة، و الجزائر و بفضل سواحلها الممتدة على أكثر من 1200 كلم، تمتلك إمكانيات كبيرة لتطوير هذا القطاع، سواء عبر الصيد التقليدي أو تربية الأسماك في الأحواض والمزارع البحرية.

الصالون يسلط الضوء على أهمية الاستثمار في تربية المائيات، خاصة في المناطق الداخلية، وتطوير سلاسل التوزيع والتخزين، بما يضمن وصول المنتجات البحرية إلى مختلف مناطق الوطن بجودة عالية وأسعار تنافسية، و هو مناسبة لشراكات دولية وفرص اقتصادية.

مشاركة دولية واسعة في الصالون تعكس اهتمام المستثمرين الأجانب بالسوق الجزائرية، خاصة في ظل التسهيلات الجديدة التي تقدمها الحكومة عبر الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، كما سيتخلل المعرض تنظيم لقاءات أعمال بين العارضين المحليين والدوليين، بهدف خلق مشاريع مشتركة في مجالات تربية الأسماك، تصنيع الأعلاف، وتطوير معدات الصيد.

الصالون ليس مجرد مناسبة تجارية، بل هو منصة للنقاش حول الاقتصاد الأزرق، الذي يهدف إلى استغلال الموارد البحرية بشكل مستدام، مع الحفاظ على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي، كما أنه مناسبة لتبادل الخبرات بين المؤسسات الجزائرية والأجنبية، حيث برزت سلطنة عمان كضيف شرف، ما يعكس البعد الدبلوماسي والاقتصادي للتظاهرة، وقد أكد وزير الفلاحة و الصيد البحري، ياسين المهدي وليد، أن الجزائر تمتلك فرصا واعدة في مجال الصيد البحري والصناعات التحويلية، داعيا إلى إبرام اتفاقيات تعاون واستغلال الإمكانيات المتاحة.

و تؤكد الطبعة العاشرة للصالون الدولي للصيد البحري بوهران أن هذا القطاع ليس مجرد نشاط اقتصادي، بل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي، وتنويع الاقتصاد الوطني، وتعزيز التعاون الدولي في مجال الموارد البحرية.

الصالون الدولي للصيد البحري في وهران ليس مجرد حدث عابر، بل هو محطة مفصلية في مسار تطوير الاقتصاد الأزرق في الجزائر، وبين الابتكار والتعاون، وبين الطموح والتحديات، يبقى هذا الفضاء الدولي فرصة ثمينة لإعادة رسم مستقبل الصيد البحري وتربية المائيات ، و إبرام اتفاقيات وعقود شراكة وتعاون.