ح. نصيرة
أثار المجلس الشعبي البلدي لوهران، الذي يرأسه أمين علوش، الأربعاء المنصرم، أزمة تتعلق بطريقة التصويت على المداولات المدرجة في جداول أعمال مختلف الدورات. فبينما يتم التصويت داخل القاعة برفع الأيدي، تختفي في سجل الإمضاءات توقيعات بعض المنتخبين الذين كانوا قد صوّتوا بالموافقة، ليُسجَّل بدلًا منها الامتناع عن المصادقة.
هذه المفارقة شغلت بال رئيس البلدية وعدد من نوابه، بعدما لاحظوا قيام بعض المنتخبين بالتصويت الإيجابي داخل القاعة ثم التهرّب من الإمضاء في السجل، في مخالفة صريحة للتصويت الحاصل أمام الجميع. وأكد رئيس البلدية أن المنتخب مسؤول أمام المواطنين والمجلس على حدّ سواء، وأن الثقة تُمنح للتصويت الذي يبديه، معتبرًا أن التصويت بالموافقة داخل القاعة ثم الامتناع في السجل يُعدّ سلوكًا غير مقبول.
وانشغل المجلس في إيجاد حلول عملية لضبط هذه المسألة، من بينها اقتراح اعتماد فيديو مُصوّر يوثّق عملية التصويت في كل مداولة صودق عليها بالإجماع، قصد تثبيت المواقف ومنع التراجع عنها لاحقًا.
وقد زادت هذه الإشكالية من تعقيد المناقشات داخل المجلس، خاصة في الملفات الحساسة، حيث شدّد رئيس البلدية على أنه لا يمكن إجراء أي تصويت قبل فتح باب المناقشة القانونية للمداولات.
وظهر خلال أشغال الدورة أن هذه الظاهرة باتت معتادة لدى بعض المنتخبين الذين يعمدون إلى التهرّب من توقيع السجل مخافة ارتباط أسمائهم بمداولات مثيرة للجدل. غير أن التنبيه هذه المرة كان صارمًا بهدف إيجاد صيغة تمنع تراجع المنتخبين عن مواقفهم المعلنة.
الجلسة ناقشت 32 نقطة مدرجة في جدول الأعمال، منها أربع نقاط إضافية، إلى جانب المصادقة على تعديل المداولة رقم 39، المصادق عليها بتاريخ 1 جويلية 2025 تحت رقم 33، والمتعلقة بالميزانية الإضافية لسنة 2025.