صرح نجم سوبر ستار 2004 “صابر هواري” أن الأغنية الوهرانية مهمشة مقارنة بمجالات أخرى كالرياضة، متسائلا: لمَ لا يكون للأغنية الوهرانية مناجير؟ ينفقون على كرة القدم الملايير، لم لا ينفقون على الأغنية الوهرانية المهددة بالاندثار؟.
وأضاف الفنان “صابر هواري” خلال الندوة الصحفية التي نشطها بمناسبة طرح ألبومه الجديد “نعمة الحب”، أن مشكلا كبيرا يطرح في مجال التمويل والاستثمار في المجال الثقافي خاصة في ما تعلق بالغناء أو بالأحرى الطرب الأصيل خاصة الأغنية الوهرانية.
واسترجع الفنان الذي نافس الكثير من هواة الأغنية الطربية، الذين حالفهم الحظ في البروز ومعانقة النجومية، بعد نجاحهم في البرنامج الفني “سوبر ستار” على غرار “ملحم زين” و”رويدة عطية”، ذكرياته مع كبار الملحنين والمطربين الجزائريين الذين كانت له فرصة التعلّم على أيديهم، كالفنان “أحمد وهبي” الذي لقنه لمدة سنتين أسرار العزف على العود والملحنين “معطي بشير” و”شريف قرطبي” اللذين تعلم منهما الكثير من العلوم الموسيقية، قبل انتقاله إلى سوريا، التي قال عنها أنها منحته التكوين، فيما صنع له لبنان مجده الفني، غير أن الأوضاع في الوطن العربي عجلت عودته إلى أرض الوطن، أين صدم مثلما قال بانعدام فرص النجاح والبروز، حيث عانى التهميش لفترة طويلة، رغم أن بعضهم قدموا له وعودا بأن يقدموا له يد المساعدة، لكن لحد الساعة لم يرى من عندهم أي تنفيذ لما وعدوا به، على الرغم من أن وهران احتضنت العديد من الفعاليات، لكن صابر مهمش.
وواصل الفنان “صابر” أنه يعتبر نفسه في حرب ضدد الإداريين الذين يسعون لمحاربة الأغنية الطربية، ليمنعوا وجودها في سوق الغناء المحلي، و رغم كل ذلك فضل التحدي بتسجيل أغان جديدة وألبومات، ودعا بالمناسبة إلى دعم الثقافة وخاصة الثقافة الوهرانية، بما فيها الاغنية الوهرانية الأصيلة والمحافضة على التراث وذلك باتحاد الفنانين. معتبرا أن الفن رسالة يجب على الفنانين والمؤسسسات الإنتاجية وكل الأطراف الثقافية أن تتظافر مجهوداتها لرفع الثقافة الوهرانية، والثاقفة الجزائرية ككل. فالجزائر تملك طاقات شبانية كبيرة باستطاعتها الوصول إلى العالمية ينتظر الدعم لتمثيل وتشريف الجزائر.
كما تحدث المطرب “صابر” عن التحديات التي واجهته في إصداره لهذا الألبوم الذي يتكون من 9 أغاني، تتنوع بين البدوي الوهراني والأغنية الوهرانية الأصيلة وكأول مرة غنى الأغنية القبائلية، أغاني الألبوم من كلمات المرحوم “محمد نونة” و”إسلام دليدة” وكذا الشاعرة “خيرة موصدا” التي كتبت أغنية شرقية وإنتاج “محمود أصيل”. هذا وقد اختار أن يسمي ألبومه “نعمة الحب” لدلالته على الحب والمحبة والسلام، فالحب يرمز لعدة معاني جميلة لتعكس نعمة الأخوة والصداقة وحتى العشق، ليعرف جمهور “هواري صابر” أنه يغني كذلك الأغنية الرومانسية، كما دعا جمهوره لحضور احتفالية طرح الألبوم بفندق “الرياضي” عشية يوم الثلاثاء على الساعة 16:00 مساءا.
من جهتها مديرة دار الثقافة “زدور ابراهيم” صرحت أن الفنان صابر هواري يعتبر مثالا للمثابرة والكفاح، قليلة: “نتمنى أن يكون له توقيعا إذ أنه خير سفير للجزائر وواحد من المبدعين في الأغنية الوهرانية رغم أننا في الوقت الحالي لا نرى أي جديد فيها، إلا أن “هواري” من أحد المبدعين الذي دائما يبهرنا ببصمته”. وواصلت نفس المسؤولة أن وزارة الثقافة تسعى إلى تفعيل مشروع الاستثمار في الثقافة من مؤسسات مصغرة، فنتمكن من تشجيع الشباب، فتكون مؤسسات الإنتاج شابة والمغني شاب والموزع شاب وغيرها. فيكون تبادلا للاستفادة فالواحد يكمل الآخر مثلما هو الحال في المسرح والسنما، بينما لا توجد مؤسسات مصغرة في الغناء لذا فعلى الفنان أن يسعى أكثر لإيجاد ممولين، فسياسة التمويل والرعاية هي ثقافة يجب أن نسعى لترسيخها في مختلف المجالات خاصة الغناء.
يذكر أن الندوة الصحفية حضرها إلى جانب الفنان “صابر هواري”، مديرة دار الثقافة “زدور ابراهيم” ومنتج الألبوم “محمود أصيل”.