Capdz بالعربي

الأستاذ جيلالي عباسة ضيف “كاب ديزاد” يفصّل علاقة كتابيه الجديدين بواقع الإعلام والاتصال

ح. نصيرة 

تعززت الساحة الإعلامية، خلال الأسبوعين الماضيين، بصدور كتابين جديدين للأكاديمي والإعلامي جيلالي عباسة، يتناول الأول الاتصال التنظيمي وإدارة المؤسسات، فيما يحمل الثاني عنوان “الاحتراف الصحفي: الأسس والمتطلبات”.

وأوضح الأستاذ عباسة، (أستاذ بجامعة وهران 1)، خلال نزوله ضيفًا على لقاء “كاب ديزاد”، أن الإصدارين يواكبان التحولات التي يشهدها قطاع الإعلام، وما تتطلبه المرحلة من تحسين المحتوى الإعلامي وضبط الرسالة الاتصالية بما ينسجم مع التحديات الراهنة.

وبيّن أن كتاب “الاتصال التنظيمي وإدارة المؤسسات” موجّه أساسًا لطلبة الماستر في تخصص الاتصال والعلاقات العامة، وللمهنيين داخل المؤسسات، نظرًا لوجود نقائص في الجوانب الوظيفية للاتصال داخل العديد من الهيئات، مؤكدًا أن تحسين هذه الجوانب أصبح ضروريًا.

أما كتابه الثاني “احتراف الصحفي”، الصادر في طبعته الثانية، فهو موجه لطلبة الصحافة المكتوبة وللصحفيين المبتدئين، خصوصًا في ظل معاناة بعض المؤسسات من ضعف جودة المنتوج الإعلامي.

وعاد عباسة للحديث عن أهمية الاتصال التنظيمي داخل المؤسسات الجزائرية، معتبرًا أنه استراتيجية حقيقية وركيزة أساسية في المناجمنت، من شأنها تحسين الأداء والارتقاء بفعالية المؤسسة.

نقص الثقافة الاتصالية

وانتقد الأستاذ عباسة واقع عدد من المؤسسات في الجزائر التي تفتقر لهيكلة اتصال حقيقية، ولا تمتلك خلايا اتصال، أو تعتمد على مكلفين بالاتصال دون تكوين أو كفاءة، مما يؤثر — حسبه — على وظيفتها بنسبة تصل إلى 20 بالمائة.

وشدد على ضرورة الانتقال من الاتصال العادي إلى الاتصال الاستراتيجي.

وأشار الأكاديمي والإعلامي عباسة جيلالي إلى أن إشكال “نقص الثقافة الاتصالية” لا يزال مطروحًا بقوة في البلاد، وهو ما يتناوله في مؤلفه الجديد من خلال عرض إجراءات عملية لترسيخ الثقافة الاتصالية داخل المؤسسات.

كما تطرّق إلى إشرافه مؤخرًا — تحت رعاية وزارة الصحة — على تكوين 70 مدير مؤسسة، بالإضافة إلى تكوين شباب بولاية مستغانم داخل مؤسسات شبابية، بهدف تعزيز قدراتهم الاتصالية.

التضليل الإعلامي بمواقع التواصل الاجتماعي”… إصدار جديد قريبًا للأكاديمي جيلالي عباسة 

كشف الأكاديمي والإعلامي جيلالي عباسة عن مشروع كتاب جديد سيصدر قريبًا تحت عنوان “التضليل الإعلامي بمواقع التواصل الاجتماعي”، يتناول فيه واقع تزييف الوعي، وآليات مواجهة التضليل بالوسائل المتاحة.

وأوضح ضيف “كاب ديزاد” أن الإصدار الجديد يقدّم قراءة صريحة للراهن الإعلامي، ولتداعيات الأحداث المتسارعة محليًا ودوليًا، على غرار الوضع في الجزائر وفرنسا، والحرب في غزة، وما يرتبط بحروب الجيل الخامس التي تعتمد على الإعلام كأداة أساسية في استهداف المجتمعات.

وقال الأستاذ عباسة إن التضليل الإعلامي ليس ظاهرة جديدة، مؤكدا أن فرنسا الاستعمارية مارست التضليل الذي مكّنها من احتلال الجزائر، من خلال نشر روايات مزورة حول بقائها في البلاد لمئة عام، واستغلال ذلك خلال الثورة للتحكم في الرأي العام.

وأضاف أن التضليل اليوم انتقل إلى الوسائط الرقمية، ضمن حروب الجيل الخامس، التي وصفها بأنها حروب ثابتة غير متنقلة تعتمد على الوسائل الزائفة لإقناع المتلقي، خاصة في الدول التي يضعف فيها الوعي الشعبي، مما يهدد ثقة المواطنين في السلطة.

التضليل وصناعة الحقائق الكاذبة 

وضرب عباسة مثالًا بما فعله الرئيس الأميركي سابقًا دونالد ترامب، الذي استخدم نظرية “السموك” (الدخان) في نشر أخبار غير حقيقية، مثل حديثه عن تهجير سكان غزة؛ أخبار وُصفت بأنها كاذبة، لكنها تحولت إلى حقيقة إعلامية مخيفة دفعت الناس للخوف من تنفيذها.

وأشار إلى أن التضليل قد يتم عبر تضخيم أخبار تافهة ومنحها مساحة إعلامية غير مبررة.

لا مواجهة للتضليل دون جيوش إعلامية

وأكد عباسة أنه من المستحيل مواجهة التضليل دون جيوش إعلامية، ودون تكوين مهني مستمر، والاهتمام بالجوانب الاجتماعية والمهنية للصحفيين، حتى يكونوا قادرين على مواجهة الضربات العدائية التي تستهدف الجزائر.

وختم بالتأكيد على أن كتابه الجديد يقدم شرحًا مفصلًا لأساليب التضليل وكيفية مواجهتها في البيئة الرقمية الحالية.