م ر
تحتضن ولاية وهران اليوم و إلى غاية ال 21 من نوفمبر الجاري ، حدثا غير مسبوق، و يتعلق الأمر بالطبعة الأولى للأولمبياد الوطنية للمهن المنظمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وبإشراف مباشر من الوزير الأول سيفي غريب.
هذا الحدث ليس مجرد منافسة، بل هو إعلان عن ميلاد فضاء جديد يكرّس قيمة العمل اليدوي والمهارة التقنية كرافعة للتنمية الوطنية، هو الحدث الذي يجمع 550 متنافسا من مختلف ولايات الوطن، تأهلوا بعد اجتيازهم المنافسات المحلية والجهوية، ليكونوا سفراء لمهاراتهم في مجالات متعددة، من الحرف التقليدية إلى التكنولوجيات الحديثة.
الأولمبياد الوطنية للمهن ليست مجرد سباق للفوز بالميداليات، بل هي رسالة قوية تؤكد أن الجزائر تراهن على الكفاءات العملية والمهارات التقنية كجزء من مشروعها التنموي، في زمن تتسارع فيه التحولات الاقتصادية، و يصبح تثمين الحرف والمهن ضرورة لا خيارا، وهو ما جسدته هذه التظاهرة عبر إبراز قيمة العمل اليدوي في مواجهة ثقافة الاستهلاك السريع، تشجيع الشباب على التوجه نحو التكوين المهني كمسار واعد، و خلق فضاء للتبادل بين مختلف التخصصات والولايات.
اختيار ولاية وهران لاحتضان هذه الطبعة ليس صدفة، بل لأنها مدينة البطولات والمهارات ، فالمدينة التي عرفت تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022، تثبت مرة أخرى أنها قادرة على أن تكون منصة وطنية ودولية للأحداث الكبرى، و الأولمبياد الوطنية للمهن أضافت لبنة جديدة في صورة وهران كمدينة تجمع بين الرياضة، الثقافة، والمهارة.
الطبعة الأولى للأولمبياد الوطنية للمهن هي أفق جديد للشباب الجزائري، تفتح الباب أمام جيل جديد من الشباب ليؤمن بأن النجاح لا يقتصر على الشهادات الجامعية، بل يمكن أن يبنى أيضا على الحرف والمهارات العملية، وقد تكون هذه التظاهرة بداية لتقليد سنوي، يساهم في إعادة الاعتبار للتكوين المهني كخيار استراتيجي، تحفيز المؤسسات الاقتصادية على الاستثمار في الكفاءات المحلية، وتعزيز روح المنافسة الإيجابية بين الشباب.
الأولمبياد الوطنية للمهن في طبعتها الأولى بوهران هي أكثر من حدث، إنها إعلان عن ولادة ثقافة جديدة في الجزائر، ثقافة تحتفي بالمهارة وتضعها في قلب المشروع الوطني، وإذا كان الرياضيون يرفعون الراية الوطنية في الملاعب، فإن الحرفيين سيرفعونها في ورشاتهم، ليؤكدوا أن الجزائر قادرة على المنافسة في كل الميادين.