جميلة.م
ناقشت كلية العلوم الدقيقة والتطبيقية بجامعة وهران 1 أهمية العلوم الكمية ودورها في تطوير التكنولوجيا والابتكار، وذلك من خلال محاضرة قدمها البروفيسور سماعين بلاسكا المدير السابق لجامعة وهران 2 و أستاذ الفيزياء بجامعة وهران 1 يوم الاثنين في قاعة المؤتمرات بمكتبة الكلية.
و اوضح عميد كلية العلوم الدقيقة والتطبيقية على هانش الفعالية ل”كاب ديزاد” , أن المحاضرة جاءت في اطار الاحتفال بالسنة الدولية للميكانيك الكمي واليوم العالمي للكم.
و في هذا السياق ، أكد الأستاذ بلاسكا على اهمية تحسيس الطلاب والشباب بالعلوم الكمية وتشجيعهم على التوجه نحو المهن المستقبلية المرتبطة بهذه التكنولوجيا الحديثة.
و أوضح البروفيسور سماعين بلاسكا، ان هذا المجال العلمي الذي تأسس منذ نحو مئة عام شهد تطورا هائلا واسهم في اختراعات عديدة غيرت حياتنا اليومية مثل الهاتف والعديد من التقنيات الحديثة الاخرى واضاف ان الفيزياء الكمية تستحق الاحتفاء بها لما لها من اثر كبير على التكنولوجيا والابتكار مشيرا الى ان المحاضرة تهدف ايضا الى مناقشة مستقبل هذا العلم خاصة في مجالات الاعلام الالي والكيمياء الكمية بهدف تعزيز وعي الطلاب وتحسيس الشباب بأهمية هذه التقنيات العلمية والتكنولوجية ودعوتهم من الان الى التوجه نحو المهن المستقبلية المرتبطة بهذه الثورة العلمية.
و خلال المحاضرة ، شرح المبادئ الاساسية للفيزياء الكمية مثل ازدواجية الموجة والجسيم ومبدأ التراكب وتشابك الجسيمات موضحا ان هذه المبادئ تشكل الركائز الاساسية للتقنيات الكمية الحديثة التي تثير اهتمام العلماء حول العالم. كما تطرق الى التطبيقات العملية لهذه الفيزياء متحدثا عن الحواسيب الكمية التي تمتلك امكانيات هائلة تفوق قدرات الحواسيب التقليدية في بعض المجالات وكذلك المستشعرات فائقة الحساسية وانظمة الاتصالات التي لا يمكن اختراقها.
واشار البروفيسور ايضا الى التحديات التقنية التي تواجه انتشار هذه التقنيات مثل هشاشة الكيوبتات مشكلة التداخل وارتفاع معدل الاخطاء والحاجة الى تقنيات تصحيح الاخطاء الكمية التي تتطلب الاف الكيوبتات الفيزيائية للحصول على كيوبت منطقي موثوق كما بين ان تصنيع هذه الانظمة يحتاج الى معدات متقدمة للغاية مثل الغرف ذات الفراغ الكامل والليزر عالي الاستقرار ودرجات الحرارة القريبة من الصفر المطلق.
وتناولت المحاضرة ايضا القيود الحالية للثورة الكمية فحتى اليوم لا يوجد حاسوب كمي عالمي يمكن استخدامه بشكل عملي وتظل عدد محدود من الخوارزميات الكمية قابلة للتطبيق العملي كما ان التكاليف العالية والمعقدة للبنية التحتية تشكل عائقا امام تبني هذه التقنيات على نطاق واسع.
وفي الجانب الاجتماعي والتكنولوجي ركز البروفيسور سماعين بلاسكا على الاثار المستقبلية لهذه التقنيات مؤكدا ان الحواسيب الكمية قد تؤثر على انظمة التشفير الحالية ما يستدعي تطوير تقنيات حماية ما بعد الكم كما تطرق الى اهمية السيادة التكنولوجية وتأثير هذه التقنيات على سوق العمل من خلال ظهور وظائف جديدة مثل مهندسي التبريد الكمي ومطوري البرمجيات الكمية والمتخصصين في الفوتونيك واضاف ان هناك ابعاد اخلاقية تتطلب مراعاة الخصوصية والمخاطر الجيوسياسية وضمان التوازن بين الابتكار والمسؤولية.
و شهدت المحاضرة تفاعل كبير من الحضور الذين ابدوا اهتماما بفهم الفيزياء الكمية وآثارها المستقبلية على التكنولوجيا والمجتمع وتعكس هذه المبادرة الدور الحيوي لقسم الفيزياء في جامعة وهران في تثقيف الطلاب وتحسيس الشباب وتشجيعهم على استكشاف تحديات وفرص المستقبل الكمي في اطار الاحتفال بالفيزياء الكمية.