م ر
وضع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، اللغة العربية في صدارة أولويات السياسات الثقافية والتعليمية للدولة، ولم تعد اللغة مجرّد وسيلة تواصل فحسب، بل أصبحت عنوانا للسيادة الثقافية ورمزا للانتماء الحضاري.
وفي تجسيد عملي لهذه الرؤية، كرّم المجلس الأعلى للغة العربية رئيس الجمهورية، اليوم، نظير جهوده المتواصلة في ترقية “لغة الضاد”، في احتفالية رسمية حضرها كبار المثقفين والمسؤولين في الجزائر العاصمة، وذلك في إطار توزيع جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية في طبعتها الأولى، التي تعتبر مكسبا نوعيا للثقافة الوطنية. وأكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن هذه الجائزة، التي أحدثت بمرسوم رئاسي، تعكس الاهتمام السامي الذي يوليه الرئيس تبون للغتنا الأم وتستهدف تشجيع الإبداع والبحث العلمي باللغة العربية.
تكريم رئيس الجمهورية لا يقتصر على اعتراف رمزي، بل هو نتاج رؤية سياسية عميقة تقول إن السيادة لا تقتصر على الأرض والسياسة فقط، بل تمتد إلى اللسان والوجدان، فقد أبرز وزير الاتصال أن رعاية الرئيس للغة العربية ليست مجرد موقف ثقافي، بل تعبير عن استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في وسائل الإعلام وجعلها أكثر حضورا في الحياة العامة.
وعلى مستوى السياسات الثقافية، لا يمكن إغفال المبادرات التي انطلقت مؤخرا لتعزيز استعمال العربية في المؤسسات والإدارات، وتشجيع البحث والترجمة في مختلف التخصصات العلمية، وقد شملت الإجراءات الرئاسية خلق جوائز وجداول تقديرية للبحوث المتميزة، ما يفتح آفاقا جديدة أمام المبدعين والباحثين لخدمة اللغة وتطوير مضامينها.
جهود رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في ترقية اللغة العربية تمثل التزاما مستداما نحو تعزيز الهوية الوطنية، وتثبيت اللغة العربية كلغة رسمية ومعبرة عن ثقافة الأمة.
و جاء استحداث جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية ليحمل أكثر من دلالة، إنها رسالة واضحة مفادها أن الدولة الجزائرية قررت أن تنتصر للكلمة، وأن تعيد للأدب واللغة مكانتهما في مشروعها الحضاري.
هذه الجائزة، التي أنشئت بقرار رئاسي، لا تُقرأ فقط في إطار تشجيع الإبداع الأدبي أو تحفيز الباحثين والكتاب، بل هي إقرار رسمي بأن اللغة العربية قضية سيادية، لا تقل أهمية عن الاقتصاد أو الأمن أو التنمية، فالأمم لا تقاس فقط بما تنتجه من ثروات، بل بما تحمله من لغة قادرة على التعبير عن ذاتها وصناعة وعيها، وجاءت هذه الجائزة لتؤكد أن العربية ليست لغة ماض فقط، بل لغة حاضر ومستقبل.
وما يميز جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية أنها لا تكرّم الأسماء اللامعة فحسب، بل تفتح المجال أمام المواهب الجديدة، وتشجع البحث العلمي والترجمة والإنتاج الفكري ، وهي بذلك تسهم في بناء بيئة ثقافية ، قوامها التنافس الإبداعي والاعتراف بالجهد العلمي والأدبي الجادّ.
و تعيد هذه الجائزة الاعتبار لدور المثقف في المجتمع، وتبعث برسالة طمأنة إلى الكاتب والباحث ، مفادها أن الدولة لا تقف على الحياد من قضايا الثقافة واللغة، بل تنخرط فيها باعتبارها رافعة أساسية للهوية الوطنية والوحدة الفكرية.
إن استحداث جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية هو انتصار رمزي ومعنوي للكلمة الجزائرية، وخطوة في الاتجاه الصحيح نحو استعادة الثقة في لغتنا، وإعادة الاعتبار للأدب بوصفه مرآة المجتمع وذاكرته الحية.