وهران
المدير العام لمستشفى أول نوفمبر بوهران يكشف عن برنامج 2025: نحو إنشاء وحدة صحية متخصصة للأطفال المصابين بالسرطان واجهزة حديثة تدخل الخدمة

جميلة.م
أكد مدير مستشفى أول نوفمبر بوهران “بار رابح”، في حديثه عن البرنامج الصحي للمستشفى خلال عام 2025، ل”كاب ديزاد” , أن العام المقبل سيكون محوريًا في مواجهة تحديات الصحة العمومية بوهران ، خاصة فيما يتعلق بمرض السرطان، ويأتي هذا في إطار استجابة متكاملة مع خطة وزارة الصحة الجزائرية، التي تضع الأولوية للتصدي لهذا المرض الخبيث.
و أشار “بار رابح” إلى الأرقام المقلقة المتعلقة بمرض السرطان، حيث يُسجل سنويًا حوالي 34,000 حالة جديدة على المستوى الوطني، بالإضافة إلى 500 حالة جديدة في وهران لوحدها، وأضاف أن التحدي كبير يكمن في ضرورة تكاتف جهود جميع المؤسسات الصحية للتعامل مع هذا المرض والحد من انتشاره، عبر تشخيص مبكر، وتوعية المواطنين، وتوفير الرعاية الطبية المتخصصة.
أجهزة جديدة في السداسي الاول من السنة
و أشار في هذا الصدد مدير المستشفى أيضًا إلى خطط تطوير جديدة، حيث سيتم قريبا إطلاق مناقصات وطنية لتوفير الأجهزة والتقنيات الحديثة الخاصة بعلاج السرطان، على أن يتم توفير هذه الأجهزة في السداسي الأول من عام 2025. كما أعرب عن أمله في أن يسهم هذا المشروع في تخفيف معاناة المرضى وعائلاتهم، خاصة في ظل الظروف الصحية الحالية.
و قال مدير المستشفى إن هذه الأجهزة الحديثة ستساعد في تحسين عمليات التشخيص والعلاج، مما يساهم في تقليل أوقات الانتظار للمرضى، وتخفيف العبء عن العائلات التي كانت تضطر إلى التنقل إلى مدن أخرى لتلقي العلاج.
و نوه نفس المسؤول أن الحكومة الجزائرية تعمل بشكل جاد على توفير الإمكانيات المادية والطبية اللازمة لمكافحة هذا المرض، من خلال توفير الأدوية الحديثة والمعدات الطبية المتطورة التي تساهم في تحسين جودة العلاج. وأضاف أن الجزائر لن تدخر جهدًا في محاربة السرطان.
وأشار مسؤول المؤسسة الاستشفائية بار، إلى أن المؤسسة تعمل على تنفيذ برامج توعوية وتكوينية في مختلف المجالات، بما في ذلك التحسيس حول الوقاية من السرطان والتوعية بأهمية الكشف المبكر. وأوضح أن الجزائر، بفضل دعم الدولة، قد وفرت الكثير من الإمكانيات المادية لمكافحة هذا المرض، حيث دخلت أدوية جديدة في السوق الجزائرية، مما يساهم في تحسين جودة العلاج.
وأضاف “بار رابح” أن المستشفى يقوم حاليًا بتنظيم أكثر من 85 عملية جراحية يوميًا، 90% منها تتعلق بعلاج مرضى السرطان. وتُعنى هذه العمليات بالجانب الجراحي، في إطار البرامج التي تتعاون فيها المؤسسة مع مستشفيات أخرى داخل وخارج الولاية. وأكد أن المستشفى ملتزم بتوسيع آفاق التعاون، إذ أن هناك اتفاقيات مع مستشفيات أخرى، لتنفيذ برنامج يهدف إلى تسهيل علاج المرضى وتخفيف عناء التنقلات عليهم.
و كشف “بار رابح” أن مشروع إنشاء وحدة صحية متخصصة للأطفال المصابين بالسرطان، سيكون جاهز خلال السنة القادمة، حيث أوضح أن الأطفال الذين يعانون من السرطان، سواء كان من بينهم من هم أقل من 25 سنة، سيحظون بتخصص منفصل لهم داخل المستشفى، بعيدًا عن الأقسام الخاصة بالكبار. وهذا من شأنه توفير بيئة أكثر أمانًا وراحة للأطفال، فضلاً عن توفير ظروف أفضل من الناحية النفسية
التحضير لابرام اتفاقية مع مستشفى أوروبي خلال سنة 2025
وأضاف أن المستشفى يعمل أيضًا على توسيع آفاق التعاون مع مستشفيات أخرى في الجزائر وخارجها، من أجل تعزيز شبكة الدعم الطبي وتوفير الرعاية الأمثل للمرضى. وتؤكد هذه الجهود التزام المستشفى بتوفير علاج مستمر ومتخصص.
و في هذا االصدد كشف البروفيسور حيرش كريم، رئيس مصلحة جراحة الوجه والفك أن المشفى يحضر لتوقيع اتفاقية شراكة مع مشفى بدولة أوروبية رائدة في مجال الطب، خلال سنة 2025، تهدف إلى تطوير جراحة الوجه والفك في الجزائر، و تأتي هذه الاتفاقية في إطار تعزيز التعاون الطبي الدولي وتحسين مستوى الرعاية الصحية في هذا التخصص الدقيق، الذي يشهد تطورات متسارعة على مستوى العالم.
،و أوضح أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة مهمة نحو تحديث التقنيات الجراحية في الجزائر. وقال: “نحن نطمح إلى نقل أحدث الأساليب الجراحية إلى الجزائر، عبر تدريب فرقنا الطبية على التقنيات المتطورة وتبادل الخبرات مع أطباء من دول متقدمة في هذا المجال.”
ستشمل الاتفاقية تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للأطباء الجزائريين، إضافة إلى استضافة أطباء أوروبيين للمشاركة في عمليات جراحية مع الطاقم المحلي. الهدف هو تحسين نتائج الجراحة وتقديم رعاية أفضل للمرضى الذين يعانون من إصابات وتشوهات في الوجه والفك.
من جانب آخر، أكد البروفيسور حيرش أن هذه الشراكة ستفتح المجال لتعاون مستقبلي في مجالات البحث الطبي والتطوير، بما في ذلك تطوير تقنيات جديدة لعلاج مشاكل الوجه والفك، وهو ما سيساهم في تحسين مستوى العلاج في الجزائر، مشيرا ان المشفى تمكن من الوصول الى 0 تحويل المرضى الى الخارج.
و من جهته “بار رابح” أكد أن مستشفى أول نوفمبر يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه الصحية الطموحة في 2025، مثمنًا الدعم الكبير الذي تتلقاه المؤسسات الصحية من الدولة، والذي سيكون له الأثر الكبير في تحسين الرعاية الصحية للجزائريين في مختلف مناطق الوطن.