مزاد... كاب ديزاد

لمُّو هيدوراتكم ونقو حوماتكم…!

لم يبق على يوم النحر سوى يوما واحدا، يفرح الأطفال بذبح الأضاحي ويكبر المصلون تقربا وتعبدا وإحياء للسنة الحميدة.
وتتهيأ النسوة في البيوت لغسل “الدوارة” و”تشويط البوزلوف”، بعدما يتم سلخ الكبش وتعليقه. بينما الرجال في الشارع يذبحون، تنساب الدماء سواقي، وتتكدس “الهيدورات” بعد سلخ الكبش، فيتحول المنظر إلى جو بشع يؤذي بصر الناظر، وبعد ساعة من الزمن تفوح الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتصيب بالغثيان، منبعثة من تلك “الهيدورات” المرمية، ويتجمع عليها الذباب والحشرات، فتتحول إلى مصدر للأمراض وخطر يهدد الصحة العمومية.
في داخل البيت، هناك نساء ترفض تنظيف “الدوارة والبوزلوف” بداعي عدم القبول أو “تعيف” منظرها “البشع”، فيكون مصيرها النفايات، مما يزيد المظهر في الشارع بؤسا وكارثية وسوء.
وبعدها ينصرف الجميع للتحليق حول طاولة الأكل، ليحين دور مهندسي النظافة، الذين ينطلق عملهم، فتجوب شاحناتهم الشوارع والأحياء لرفع تلك النفايات المنتشرة، في منظر “مخجل” لصعوبة تصديق أن من قام برمي تلك النفايات، هم من طبقوا السنة والشريعة الإسلامية، والإسلام يقول: “النظافة من الإيمان”. لكنهم ضحوا وتجاهلوا عنصر “النظافة”، فزادوا من معاناة مهندس النظافة، الذي كان يفترض أن يقوم بعمله بطريقة مريحة، لو أن أولئلك الذين ذبحوا وسلخوا، أكملوا عملهم، برفع النفايات وتجميعها في نقاط محددة، حتى لا تشوه المنظر عموما ولا ترهق مهندس للنظافة خاصة.
لهذا ولإتمام عملكم، اذبحوا وضعوا تلك “الهيدورة” في كيس بلاستيكي محكم الغلق، واكنسوا الشوارع من الدماء. أما بالنسبة “للدوارة والبوزلوف” فمن غير المنطقي رميها وهناك عائلات لم تشتر الأضحية لعدم قدرتها على ذلك، فلابأس أن تقدموها لهم، ليطبخوها، فتكون صدقة وفرحة لهم، عوض رميها.
فلا تنسوا: لمو هيدوراتكم ونقو حوماتكم… وصح عيدكم.
بقلم: وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق