وطني
2022 …سنة الحرب ضد الفساد ومحاسبة ناهبي المال العام

تواصلت سنة 2022 في الجزائر, الحرب المعلنة ضد الفساد ومحاسبة المتورطين في نهب المال العام من خلال التدابير العديدة التي تم إقرارها
في هذا المسعى جدد رئيس الجهورية, ا عبد المجيد تبون، التزامه بمحاربة آفة الفساد بكل أشكاله، داعيا كافة الجزائريين، كل من موقعه، إلى مواصلة المعركة سيما الارتقاء بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد إلى سلطة عليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، بموجب التعديل الدستوري لسنة 2020, في خطوة ترمي إلى تحقيق أعلى مؤشرات النزاهة في تسيير الشؤون العمومية, على أن يتم الانطلاق في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، بداية من السنة 2023.
وساد تحيين الترسانة القانونية مثل قانون الإجراءات الجزائية وقوانين العقوبات والاستثمار والصفقات العمومية. ومما تم تجسيده في هذا الصدد.
كذا تفعيل المفتشية العامة لمصالح الدولة والجماعات المحلية الموضوعة تحت سلطة رئيس الجمهورية كإجراء إضافي يصب في خانة محاربة خيانة الأمانة ووضع حد لسياسة اللاعقاب. ومن خلال اطلاعها المباشر على كيفيات التسيير على المستوى المحلي واتصالها بكافة شرائح المجتمع, في سياق تحرياتها، ستكون هذه المفتشية بمثابة العين الساهرة على تنفيذ القرارات الحكومية وتطبيق قوانين الجمهورية في إطار تقييم متواصل لأداء القائمين على تجسيد السياسات العمومية.
وشدد الرئيس تبون على اثراء قانون الوقاية من الفساد ومحاربته, هو الآخر, إلى تعديلات متتالية من خلال إيجاد آليات أكثر مرونة في استرجاع ممتلكات الدولة وتخفيف الإجراءات البيروقراطية، بما يمكن من استعادة كل الأموال المنهوبة وانتهاج الواقعية في التعامل مع ملفات مكافحة الفساد عبر آليات بسيطة مباشرة بعيدا عن التعقيدات, مذكرا بأن “القانون فوق الجميع وحماية المواطن أولى الأولويات ومحور اهتمام الدولة”. وتجسيدا لهذه التوجيهات, ينطوي المشروع التمهيدي للقانون المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته على استحداث وكالة وطنية لتسيير الممتلكات المجمدة والمحجوزة والمصادرة. وفي هذا الصدد، فقد تميز ملف استرجاع الأموال المنهوبة بحركية كبيرة تجسدت من خلال تنفيذ الأحكام النهائية الصادرة عن القضاء ووضع اليد على الكثير من الأملاك والأموال داخل الوطن, وهي المسألة التي وجدت أيضا تجاوبا دوليا كبيرا بشأن تنفيذ الإنابات القضائية بعد اقتناع المجتمع الدولي بجدية المسعى الجزائري, خاصة العمل الدبلوماسي الذي يقوم به رئيس الجمهورية.