ارتعدت فرائس من حضروا جلسة محاكمة رجل متهم بالتنكيل بجسد طليقته، وهو يعيد سرد أحداث هوليوودية مرعبة، نفذها على طليقته أمام أنظار طفلتيه الصغيرتين، بعد 20 سنة زواج بحلوها ومرها.
لا يصدق العاقل ما روته الضحية (الطليقة) وأكده طليقها أمام هيئة محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء وهران، هذه الأخيرة التي استقر حكمها عليه بعقوبة 7 سنوات سجن نافذ، بعدما التمس ممثل النيابة العامة عقوبة 10 سنوات سجن نافذ في في حين ستظل تلك المشاهد المروعة تلاحق طليقته وابنتيه.
رغم أنه طلقها وأصبح غريبا عنها ولا صلة له بها، إلا أن الشكوك بقيت تراوده، والأفكار الشيطانية تلاحقه، بعد أن غلبه الشيطان، وأعمته مخيلته بأن طليقته تخونه حتى بعد طلاقها، رغم أنه عاش معها 20 سنة زواج أثمرت بنتين. فأصبح يترصدها، وذات يوم من شهر جوان 2022، كان على متن سيارة صديقه، تبعها إلى الحديقة العمومية بالقرب من محور دوران “المرشد”، حيث كانت تجلس رفقة ابنتيهما. اقترب منها على غفلة وهو يسحب سلاحا أبيضا باتجاهها، أرغمها على مرافقته هي والبنتين. ولأنها تعرف مدى وحشيته وقدرته على إذائها دون خوف، وهي التي قضت شبابها معه، متحملة كل أنواع العنف والضرب والعقاب والتهم الملفقة ضدها دون أدلة، رافقته دون أن تصدر حركة. دفعها إلى السيارة التي كان قد ركنها، وصعدت بنتيها معها.
أخذهن إلى البيت وهناك وجد الظروف مناسبة لاستخراج “الوحش” الذي بداخله، أخرج علبة السجائر وأوقد سيجارته، وطليقته تموت في اللحظة مليون مرة وترى نفسها ميتة تتنفس، بالنظر لحدة طباعه وقساوة قلبه، وانعدام الرحمة بقلبه، فرائس ابنتيه ترتعد، اقترب من الأم، ضربها بقوة حتى تورم جسدها، ولكن ذلك لم يقنعه، فانتقل إلى وسيلة أبشع، أخذ يدخن ويطفئ سيجارته على جسدها. لم يمنعه صراخها ولا بكاء طفلتيه، ولا ذلك الجسد المشوه، حتى أن عقله المريض، أوحى له بوشم الحرف الأول من اسمه على ظهره، ليبقى يلاحقها شبحه طوال حياتها.
فكان على مدار 3 أيام يتفنن في إخراج أمراضه النفسية وينفذها على جسد طليقته التي خارت قواها، ليقوم بالاعتداء عليها باستعمال مطرقة، خلفت أوجاعا وآثارا وتورمات على مناطق متفرقة من جسدها. ولتخويفها أكثر ومنعها من تقديم شكوى للأمن ضده، زارته فكرة أبشع، نفذها وهو يتلذذ بمسك أداة الحلاقة الكهربائية ويمررها على شعر رأسها وحاجبيها، فعادت صلعاء، متوعدا أياها أنه سينهي حياتها لو شكت وأخبرت عما تلقته منه. لم يلتفت لحظة إلى صغيرتيه وكان يمارس كل أمراضه النفسية على مرأى منهما.
اغتنمت الضحية وبنتيها الفرصة وهربن جميعهن من البيت، وتوجهت مباشرة إلى مقر الأمن، أين قدمت شكواها. ألقت عليه عناصر الأمن القبض، فلم ينف اعتداءه على طليقته، بل حاول أمام هيئة القضاء تبرير وحشيته، باتهام طليقته بممارسة الدعارة، وأن اعتداءه عليها وهي ليست في عصمته بعشقه لها وعدم تقبله لطلاقهما وابتعادها عنه. غير أن ابنتيه القاصرتين، شهدتا ضده خلال جلسة المحاكمة، واتهمتاه بأنه خلال أيام الرعب الثلاثة التي قضتاها رفقته وهو يعذب والدتهما، كان يحضر رجالا غرباء، ويرغمها على ممارسة الجنس معهم. بينما كانت والدتهما تروي البشاعة وفظاعة ما تعرضت له، والتي مازالت تعاني نفسيا، جراء الآثار التي لازالت مصاحبة لها على جسدها، والتي جعلتها لا تتحمل النظر إلى جسدها الذي يذكرها ويوخزها كلما رأته بأبشع وأفظع وأقذر موقف تعرضت له، على يد رجل قاسمته شبابها، ومشاعرها وتزوجته رغما عن عائلتها وأنجبت له بنتين، لكنه تنكر إلى كل ذلك وتحول إلى وحش بشري لا يملك من المشاعر غير الكره والانتقام. فيما أثبتت الخبرة الطبية الشرعية تعرضها إلى العنف الجسدي والنفسي، منحتها شهادة طبية تؤكد عجزها ب3 أشهر، و12% من العجز الجزئب الدائم.
وانتهت المحاكمة بإصدار الحكم المذكور سابقا.
أحمد ياسين