Capdz بالعربي

الجزائر… ورحلتها مع المطر

تشهد بعض المناطق بالجزائر تساقطا مكثفا للأمطار، وتهاطلا للثلوج، خلفت سيولا جارفة، وخسائر مادية، كشفت الشعارات الرنانة التي يلوكها أغلب المسؤولين، وهم يسارعون لأخذ الصور في الصفوف الأولى، ويصبون غضبهم على المتقاعسين من مرؤوسيهم.
يرغدون ويزبدون وهم محاطين بالمواطنين، يطالبون الفاشلين بالرحيل، ويعدون بتنفيذ جدار الحماية من الفياضانات ومجاري مياه الأمطار، بالنسبة للمناطق السكنية المحاذية للأودية والمرتفعات، ويتنقلون إلى وسط المدن والأحياء الحضرية، ويشرعون في توجيه الكلام اللاذع للمسؤولين هناك، ويجبرونهم على تنظيف البالوعات وتهيئة المجاري، على مرأى من المواطنين. يتواصل مسلسل اللقاءات وتحميل المسؤولية وتبادل التهم، بين انعدام الامكانيات ونقص الميزانية، والتجاهل وعدم الاكتراث. في الجهة المقابلة، تخرج السلطات تدعو إلى العقلانية في استغلال المياه، لأن السماء بدأت تشح، والجفاف بدأ ينذر الفلاحين، بينما الواقع أن السدود مملوءة بالطمي، ومياه الأمطار تتوزع في الأرض دون مجاري خاصة، في الوقت الذي تؤكد فيه الدراسات المناخية أن 50% من مياه الأمطار المتساقطة تتبخر. فتسقط الأمطار وتغرق الشوارع وتنفجر قنوات الصرف الصحي، فتصبح الكارثة مضاعفة، وتعجز شاحنات الضخ عن احتواء الوضع، فتشكل خلية أزمة كأقصى حل استعجالي، وتتخذ قرارات آنية، وتعود الاجتماعات إلى الواجهة، ويصبح التعهد بالتحضير لموسم الأمطار أمرا جللا، وتخصص ميزانيات، وتعين مكاتب دراسات، ثم تغلق الملفات، وينصرف كل مسؤول إلى شؤونه، وينشغل الجميع بزرقة السماء وزقزقة العصافير.
وتبقى ثقافة الحفاظ على المياه منعدمة من يومياتنا، فلا المواطن يبلغ على التسريبات، ولا المرأة تحافظ على استغلال ماء الحنفيات، ولا اقتصاد الماء في غسل السيارات، ولا برنامج لخلق شبكة ماء الأمطار بعيدا عن شبكة الصرف الصحي من طرف البلديات….
وتبقى صلاة الاستسقاء لسقوط الغيث من ثوابت السلطة والشعب، وبرنامج خاص بتسيير مياه الأمطار من أكبر العناصر غياب.
بقلم: وردة. ق