دخلا إلى المحل في وقت الظهيرة، فسارعت الفتاة إلى رش ماء جافيل المخلوط مع الملح على وجه الصائغ صاحب المحل، بينما هرول عشيقها نحوه وطرحه أرضا، ثم قاما بتكبيله وتكميم فمه بشريط لاصق. وشرعا في جمع المصوغات التي يبلغ ثمنها 1 مليار سنتيم والمال الموجود بالمحل الذي بلغ 23 مليون سنتيم.
ورغم أن محل المجوهرات يقع بشارع خميستي بوسط مدينة وهران، وهي مكان يعرف حركة مكثفة، إلا أن المتهمين لم يثيرا انتباه المارة، إلى ما يحدث داخله. بعدما هددا الصائغ بالقتل إذا ما قدم شكوى ضدهما. أغلقا باب المحل واتجها إلى شقة بميرامار بوسط المدينة، كانت قد استأجرتها الفتاة، تقاسما مصوغات الذهب والمال بالتناصف بينهما، ب920 غ لكل واحد منهما وافترقا. في نفس الوقت، وصل نداء نجدة إلى مقر الشرطة الحضرية 16 في حدود الخامسة مساء. توجهت فرقة من عناصر الشرطة إلى عنوان محل المجوهرات، وجدوا بابه مغلوقا وصاحبا لازال داخله ينتظر النجدة. تم كسر الباب من طرف الشرطة وإنقاذ الصائغ الضحية، وتحويله إلى المستشفى، أين حصل على عجز طبي، تسبب له في عطلة مرضية مدتة 16يوم. كما عاينوا الموقع واستمعوا إلى تصريحات الضحية، وشرعوا في جمع المعطيات وكل ما يمكنهم من تحديد المجرمين. وسعوا تحقيقهم، واستعانوا بكاميرات المراقبة المنتشرة بالمكان، فتبينت لهم صور المتهمين.
بعد الوصول إلى المتهمين والتحقيق معهما، ومواجهتهما بالأدلة، لم ينكرا الأفعال المنسوبة إليهما، لكنهما حاولا تبرير فعلتهما برواية سردا تفاصيلها على هيئة المحكمة، مفادهما أن عمليتهما ضد الصائغ كانت انتقامية منه، بعدما كانت الفتاة (المتهمة) قد قصدت الصائغ لشراء قرط ذهبي، ولعدم وجود مبلغه كاملا بحوزتها، رفض الصائغ السماح لها بأخذه وتسديد ثمنه فيما بعد، لكنه اقترح عليها أن تقوم بعلاقة جنسية معه عوضا عن دفع المال، وهو ما اعتبرته تحرشا، وروت تفاصيله إلى عشيقها الذي صمم على الثأر لها وهو ما تم.
هيئة محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، بعد اطلاعها على الوقائع وملف القضية، حكمت ب15 سنة سجن نافذ في حق العشيق و6 سنوات سجن نافذ في حق العشيقة، بعدما أدانه ممثل النيابة العامة بعقوبة 20 سنة سجن نافذ، عن تهم تكوين جماعة أشرار، السرقة، العنف والتهديد، حيازة سلاح صيد غير مرخص.
أحمد ياسين