Capdz بالعربي

لمن يشتكي المريض…؟!

يتعرض الشخص للمرض، فيتجه إلى الطبيب للكشف وتلقي العلاج، فيصطدم بتوجيهات شخصية للمخبر الفلاني، ومركز الأشعة العلاني، وإلا فتشخيصاته الخاصة غير مقبولة.
الجميع يعلم ثقافة التعاون بين الأطباء والمختصين، في إطار التعاون، ولهذا هناك بعض الأطباء يشتغلون في القطاع العام لكنهم يضغطون على المرضى لإجراء التحاليل والكشوفات عند خواص معينين، في حين قد تكون تلك التحاليل والكشوفات متوفرة بالمؤسسة الاستشفائية العمومية، والتي غالبا ما تكون أكثر تشخيصا ودقة مقارنة بالموجودة لدى الخواص، فعوض مساعدة المريض لاسيما إن كان محدود الدخل أو بلا مدخول، يضطرونه إلى طلب المساعدة ومد اليد لتحصيل المقابل المادي لإجراء تلك الكشوفات. بينما قد يحصل على معاملة خاصة إذا كان يشغل مركزا مهما، فيتم تشخيصه وتوجيهه إلى المخابر المتوفرة في المؤسسة الاستشفائية العمومية، بينما المواطن البسيط يوجه إلى خارجها بدعوى أن المخابر عندهم مخصصة للحالات المرضية التي ترقد بالمؤسسة. وفي سياق آخر، تذهب الحامل إلى مصلحة الولادة بالمؤسسة الاستشفائية العمومية، فيطلب منها الطبيب، التوجه إلى عيادة خاصة معينة، أين يشتغل ليواصل متابعتها، وهناك تخضع لمتابعته وتدفع المال، وغالبا ما تتأخر عن الكشف لأن المقابل المادي غير متوفر، وعندما يحين وقت وضعها لمولودها، يطلب منها مقابلا يوازي الولادة بالعيادة الخاصة، لكن يأمرها بالتوجه إلى المؤسسة العمومية التي يشتغل بها، حتى يتم وضعها في أحسن الظروف، لأن كل التجهيزات الخاصة لتدخله في حال تعقد وضعها، متوفرة عكس العيادة الخاصة. وغالبا ما يفضل المريض الذي أنهك المرض جسده الذهاب إلى طبيب يعمل في القطاع الخاص، حتى يتجنب طابور الانتظار الذي قد يبقى شهورا، لكنه يشتكي من عدم إخضاعه للفحص الدقيق، واكتفاء الطبيب بأسئلة، يفترض أن يطلب تشخيصها بدل الاكتفاء برده، ليخط له وصفة طبية لا علاقة لها بحقيقة مرضه، كان يسأله عن الأمراض التي يعاني منها، كالسكري، الضغط، الحساسية…، بينما يبقى المرض الحقيقي الذي يعاني منه يتطور في صمت، وعند اشتداده عليه، ينقل في حالة حرجة، يكشف عليه، فيتبين أنه يعاني من مرض عضال، وهو في مرحلة متقدمة، شفاؤها غير محسوم.
فبينما تسعى الدولة لتوفير التجهيزات الطبية المتطورة، وتحسين ظروف العلاج لمواطنيها، ويسعى أطباء للتكفل الجيد بالمرضى، هناك بعض الأطباء يبحثون على الربح السريع على حساب نبل المهنة وجيب المريض. فلمن يشتكي المريض ؟!
بقلم: وردة. ق