أكد الباحث في الأدب والذاكرة الوطنية والتاريخ الدكتور محمد بشير بويجرة، أنه لا وجود لدولة بدون ذاكرة وتاريخ، وأن مشروع مركّب ثقافي يكون به تمثال الأمير عبد القادر رمز البطولة والمقاومة الشعبية الجزائرية قرار صائب وذكي، لأنه سيُنجز بموقع استراتيجي يَحسب له العدوّ ألف حساب، كاختيار مدينة وهران التي كانت تسيل لعاب المستعمرين الإسبان فبقوا فيها 300 عام سيما ببناء الكنيسة وتوقيع الفرنسيين والعثمانيين أثرهم المعروف، وها هو اختيار بوابة وهران سفح مرجاجو سيكون هو الأعلى والأسمى في بصم الذاكرة التاريخية.
اختيار بوابة وهران سفح مرجاجو سيكون هو الأعلى والأسمى في بصم الذاكرة
واعتبر الدكتور بويجرة في حوار خص به “كاب ديزاد”، أن مرجاجو باعتباره بوابة وهران، له بعد سياحي هام واستراتيجي الزائر سيلاحظ اهتمام دولة يزورها بالذاكرة واهتمام الجزائر بالرموز خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالبطل الأمير عبد القادر وهو الشخصية العالمية التي يبدي الجميع من مختلف الأجناس إعجابهم بها.
أما ما يقوله “الناس” أو اعتراضهم للإنجاز يقول الباحث في الذاكرة والتاريخ: “الجزائر أنفقت على أبنائها الملايير في الثقافة والطرقات والسكن ومستمرّة في برامجها التنموية”.
الجزائر أنفقت على أبنائها الملايير في الثقافة والطرقات والسكن ومستمرّة في برامجها
وما أقره رئيس الجمهورية حسب الدكتور بشير بويجرة، ببناء مركب ثقافي للأمير عبد القادر يضم تمثالا هو “صائب” لأنه سيكون في ذاكرة أجيال صاعدة وما يُصرف عن الأميرقليل مقارنة بما قدمه لنا الأمير عبد القادر، يتابع محدثنا بالقول : “الدول الآن موجودة بذاكرتها ولسانها وتاريخها ويفتخرون به يبرزون ذاكرتهم بمنشآت مثلا رمز فرنسا “توري فال” ولما ترون تمثال الحريات في أمريكا وريو ديجانيرو يعني ذلك أن كل بلد تهتم لنسج ذاكرة لها”.
بالتالي أكد الباحث في التاريخ والذاكرة رفضهم “مزايدات” لأن ما قدمه للأمير عبد القادر قليل ويستحق الكثير منا.
منتقدا حال مدينة معسكر التي جسدت مشاريع تماثيل لطيور اللقلق وفي بوابتها يوجد 5، بينما من المفروض الالتفات لكل ما يتعلق بذاكرة بطل المقاومة الشعبية الأميرعبد القادر.
المنظومة التربوية في الحضيض ويجب إعادة النظر فيها
وتكلم الدكتور محمد بشير بويجرة، ل”كاب ديزاد” ردا على سؤال يتعلق بالمنظومة التربوية التي من الواجب أن تكون في الواجهة لتكييف برامجها وفق ما تتطلبه الذاكرة سيما بشخصيات كالبطل الرمز الأمير عبد القادر، أين تأسف لحال المنظومة وذكر: ” المنظومة التربوية نتأسف لها منحدرة الى قاع الانحدار… 43 عاما ونحن نعاني مع الجامعة أفضل المدارس العليا على ما أصبحت تخرجه الجامعة لأن ليس لها عمق التأثير، فبتنا نرى أمور خطيرة”
والمنظومة كما رأى الدكتور بويجرة أنها تكاد تكون “مُنعدمة”، فلو نبحث يردف في ذكره أن كثير من هم مأجورين ومدفوعين و نحن لسنا أعداء لا يحبون الجزائر، الجزائر يريدون تحطيمها ولو بطريقة دبلوماسية لأنها تزعج عديد الدول، وهذا ما يفسر دفعهم الأموال للبلبلة والفتنة في البلاد.
مهما شئنا أصلنا وفصلنا جزائري
ووجه بويجرة رسالة إلى كل من فسر إنجاز تمثال الذاكرة الجزائرية الأميرعبد القادر بأن يعودوا لضميرهم لا يمسّون بالذاكرة لأنه مهما شئنا أصلنا وفصلنا جزائري، وما اتخذه الرئيس هو صائب ونابع من عزته وحفظه الذاكرة الوطنية كما تعهد في برنامجه.
الناقد في الأدب الحديث والباحث في الذاكرة بويجرة أكبر شخصية مهتمة لتاريخ البطل الأمير عبد القادر
الدكتور الناقد في الأدب الحديث والباحث في التاريخ والذاكرة محمد بشير بويجرة، يعد من أهم الكتاب عمداء الأدب الجزائري، اهتم بالتاريخ والذاكرة وفضل أن يكتب للتاريخ والوطن، معتزا بالإنتماء الذي يحرك فيه الوطنية والوفاء والإخلاص للوطن، فعاد ليحدثنا في كاب ديزاد””بصفته باحث في الأدب والذاكرة الوطنية والتاريخ إلى إنتاجه الغزير للكتب منه أربعة ( 4 ) كتب عن الأمير عبد القادر في “رسائل الأدب الحديث” يشير إلى أنه أجاب من خلاله على سؤول “هل البارودي أم الأمير هو رائد الشعر الحديث” ويتابع : “أنا فصلت في مؤلفي أن الأمير ولد قبل زمن الباروي ب40 سنة ومحود سامي الباروي ولد سنة 1845م لتأكد سبقه الفترة الزمنية… وهنا لو نضيف 15 عاما للبارودي ليصبح شاعر تصبح 65 عام ، في هذه الفترة 1864 الأمير عبد القادر كان بطلا في العربي وعالم عالمي في المقاومة والسياسية والفكر، وفي 1863 شارك في فتح قناة السويس، فنال شرف عالمي في حضوره لفتحها من فاردناز دوليسبيز.
لما تم الاحتفال بافتتاح قناة السويس، استُدعي مع الملوك والأمراء وكان الأمير عبد القادر ضيف شرف، وهو ما يسجل له التاريخ في كونه عملاق في اليوم الذي كان البارودي جنرال في البحرية المصرية وتأثر به.
الأمير عبد القادر، يمثّل عتبة الحداثة في شعرية خاصة، فبعد سقوط الأندلس مرّ الأدب على حالة الركود ومرحلة الانحطاط بينما لما ولد أعطاه حداثة حيث جعله هذا يواكب مسيرته الآنية.
الأمير لم يكن شاعر التفاخر، ولكنه جعل الشعر وسيلة إعلامية كان من خلالها يرسل القصائد إلى الملوك والأمراء وإلى الجنود، كما جعل الشارع يعبر عن المعاناة.
الكتاب الثالث معنون بالجانب العلمي الفكري الديني عند الأمير عبد القادر، ومن من خلاله أبرز رائد الأدب الجزائري محمد بشير بويجرة، في الكتاب قوته العلمية في كونه كان إنسان علم تحدث على قوة عقل.
وهو رجل علم دقيق، تصور كيف يخلق الله الانسان من مضغة إلى علقة كذا التربة التي خلقها اللمنه 50 نوع، فكان يتحدث عنها كانه عالم جيولوجيا.
أما الكتاب الرابع “استرتيجية العبقرية.. والمعاصرة عند صاحب الامارة”، وهو الذي يقول الباحث في الذاكرة، بويجرة: “وجدت أن الرجل لم يكن عاديا عبقريا وخارج الحدود الإنسانية بداية من تساؤلنا :”كيف لهذا الشاب في سن 24 عاما، يتميز بشيء ألا وهو المبايعة وكيف عاد المصطلح حيث سنالأمير قانون مهم ودستور لتسلم السلطة ومراسم الدولة”، وتابع بالتفصيل:”الدايات كانوا يعينون السلطان لكن الأميرعيّنه الشعب وقد انتهت الإمارة عن طريق الشعب وهو شيء مهم”.
أيضا تساءل : ” كيف استطاع الأمير عبد القادر تكوين جيش، من شباب العروبية أي البواديالذين لا يفقهون شيء، لكنهم يتمتعون بالوطنية فكون جيش قوي، استطاع أن يهزم جنرالات نابيلون بونابرت، كل هذا لأن الأمير عبد القادر تحلى بالعبقرية فوضع جيشا نظاميا بنظمه العسكرية الحديثة، ثم انتصر على أكبر قوة عسكرية، وهي فرنسا.
من الجانب السيكولوجي في عام 1847 الجنرالات كانوا يمتنون موته ليرتاحوا، عملوا مرغمين الأمير على الاستسلام.
الأمير وضع شروط لتوقيف الحرب وعندما تم نقله إلى السجن فاضت عبقرية الرجل في أن يخلق شخصية مغايرة المسالم األعبقري المحاجج في كل شيء، وكان عبقريا في مجادلته فكتب كتابين ناقش من خلالها عقل الانسان وأبرز من خلالهما قوته.
أما نابليون لما وجد أن الأدباء في فرنسا تأثروا به ويعلون من شأنه كفيكتور هيغو ألف كتبا عنه، شاعر فرنسي ذكر وصفه للأمير كأنه حفيد يوغرطا.
فاصبح بطلا في الفكر والإنسانية فخاف نابليون وأراد قتله وجعله بين يدي العثمانيين عوض ان يبعثه عن طريق البحر بعثه عن طريق البر حتى يقتل.
حتى لا يقال أيضا أن فرنسا حاربته 17 سنة ولم تقتله حتى في السجن، فأدرات قتله بالمسلمين وهم العثمانيين، لكنه نفذ وانتقل الى المشرق حيث كوّن شخصية إنسانية.
ح/ن