Capdz بالعربي

أنا وخويا على بن عمي، وانا وبن عمي على البراني…

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بشعارات فخر واعتزاز الجزائريين بالداخل والخارج، بعدما تم فوز جزائرهم بثقة 184 دولة من ضمن 192 دولة مصوتة، التي انتخبت لصالح نيلها مقعد عضو غير دائم بمجلس الأمن بالأمم المتحدة لمدة عامين ابتداء من الفاتح جانفي 2024.

الشعب الجزائري يثبت للمرة المليون، أنه شعب استثنائي، يعمل كل ما يخدم بلده خارجيا، بعيدا عن المناكفات الداخلية. فلم يقحم مشاكله الداخلية، في نشاط الديبلوماسية الخارجية، التي عادت بقوة، ولم يشوش عليها مطلقا. بالعكس، ازدادت الشعارات المنادية بصوت “الجزائر” دون الحديث عن منطقة أو فئة دون أخرى. وعودة الجزائر لشغل منصب عضو غير دائم بمجلس الأمن للمرة الرابعة، هو انتصار للديبلوماسية الجزائرية، التي اشتغل عليها رجال، كان هدفهم سمعة ومكانة الجزائر.
ورغم المناوشات الداخلية بين الجزائريين ومعاركهم اليومية لتحقيق الرفاهية، وملفات الفساد ضد أطراف طالما كانت في الحكم لسنوات، إلا أن وحدتهم وتوحدهم حول وحدة التراب الجزائري، واعتبار كل جزائري مشروع شهيد في سبيل استقلال ووحدة الجزائر، يفشل الخطط الخارجية التي تحاك ضد الداخل، لتحطيم البلد وتشتيت المؤسسات الرسمية، كما أنه يكشف غباء الخارج الذي يسعى في كل مرة لخلق البلبلة والفوضى، الذي يصطدم بحقيقة أن الجزائري يعارك الجزائري، بينما لا يقبل بتدخل طرف ثالث بينهما، في حين يعتبر الجزائر خط أحمر، لا يحق لأي كان أن يقحم نفسه في أمور لا علاقة له بها من قريب أو بعيد، وهو ما يؤكد أن موقف الجزائريين اتجاه الخارج هو مساند وداعم للموقف الجزائري الرسمي دون قيد أو شرط.
وقد سبق للعالم وأن تعلم درس الديمقراطية من حراك 2019، الذي سار فيه الشعب الجزائري عشرات الجمعات بالشوارع، ملايين المتظاهرين، دون أن تسقط قطرة دم، أو يشتعل مطاط، والجيش مسانده، فكانت عبارة “شعب جيش خاوة خاوة” بمثابة الرصاصة التي أسقطت كل أحلام الخارج، عندما حاول أن يستغل الوضع ليدخل الجزائر بهدف حماية الشعب من العسكر.
وأمام عشق الجزائريين لبلدهم واعتبارهم لكل شخص يحمل جنسيتها أو استنفع بخيراتها يستقوى بالخارج عليهم، خائن لدم الشهداء، لا يستحق أن ينسب اسمها إليه، تبقى الجزائر رائدة، شامخة تقدم دروس السيادة في كل زمان ومكان، وأهل للثقة لتعالج ملفات دولية شائكة، وتدعم قضايا عادلة، تزيد من كسبها لاحترام الدول وتعزيز مكانتها بين الأمم.
بقلم: وردة. ق