Capdz بالعربي

الصيف…ادفع، استمتع واجمع “نفاياتك”

حل موسم الاصطياف، وبدأ الناس يتهافتون على فضاءات الاستراحة، لاسيما البحر والغابات والفضاءات العمومية.
وتزامنا مع هذا يتواصل خروج المسؤولين، لتذكير المواطنين بضرورة احترام نظافة البيئة، والإبقاء على جمالية المحيط، تصاحبهم جمعيات ومحبي الاختلاط والظهور، ويتسابق المواطنين لاسيما سكان المنطقة المعنية بالزيارة لطرح مشاكلهم وتقديم طلباتهم. ينتهي اللقاء وتعود الأمور إلى طبيعتها، والجميع يردد أن موسم الاصطياف سيكون مجانا بالشواطئ، بدون عصابات شاطئية، تبعا لقرار المسؤولين.
تتسارع الساعات فتسقط تلك القرارات في مياه البحر، ويتحول الدخول إلى الشاطئ وفوز المصطاف بمكان مجاني على الشاطئ يحتاج إلى معرفة شخصية بأفراد عصابات الشاطئ، بعدما تمتلئ رمال الشاطئ بالطاولات المصطفة، التي يصبح المصطاف مجبرا على استئجارها ودفع بين 600 و1000 دج، وإذا اعترض فإنه يجد الرد جاهزا من صاحبها، الذي يؤكد له أن المبلغ رمزي بوجود الشمسيات والكراسي والنظرة المباشرة على سطح البحر.
تصرف مشين باعتراف الجميع من عصابات الشواطئ، لكن التحكم في الوضع صعب، لأن الجميع يشتكي والجميع ضحية والجميع متواطئ، لأن مخالفة القرارات الرسمية لا تلقى رفضا، بل يصمت الجميع بمجرد أن تطأ أقدامهم المياه ويسبحون، فتزول تلك الغصات في وسط البحر، وينتشي الشخص وينسى ما دفعه من جيبه ويغادر الشاطئ سعيدا مرتاحا، ولا يتذكر ذلك إلا إذا استوقفه طابور السيارات في الطريق.
لكن لا أحد يتذكر تلك المخلفات التي يتركها المصطاف وراءه  وهو يغادر مكانه سواء بالشاطئ أو الغابة، ويزيد من تعقيد مهمة مهندسي النظافة، الذين يقضون ساعات وهم يجمعون الأكياس، بقايا الطعام، علب الطعام، قارورات الماء والمشروبات، أكياس البلاستيك والورق، حفاظات الأطفال… إلخ. ويترك الشواطئ “قذرة” ليعود في اليوم الموالي، بكل “وقاحة” يسب ويشتم، ويشتكي من عدم نظافة الشاطئ، وهو يرعد ويزبد دون خجل أو وجل، متناسيا أنه المسؤول الأول عن تلك الصورة المتسخة للشاطئ، لأنه لم يجمع نفايات وبقايا ما جلبه إلى موقع الاستراحة في كيس بلاستيكي، ولم يضعها بالنقاط التي وضعتها البلديات على الشاطئ لوضع النفايات، لتسهيل عملية التنظيف لمهندسي النظافة وترسيخ ثقافة الحفاظ على نظافة المحيط والبيئة.
وعليه، إذا أيها المواطن! أردت أن تقضي وقتا ممتعا بالشاطئ او الغابة أو مكانا عاما، ما عليك سوى أن تصطحبك معك كيسا لتضع فيه مخلفاتك، لتضعها في موقع تجميع النفايات، وتغادر وتترك مكانك نظيفا.
بقلم: وردة. ق