تتواصل الألعاب العربية بالجزائر، وسط إقبال ملحوظ من طرف العائلات الجزائرية، لمتابعة تفاصيل مختلف السباقات الرياضية، التي ينشطها أكثر من 3800 مشارك من كل الدول العربية.
إقبال الجمهور الجزائري على مختلف المنافسات، وحضور الأطفال دليل على أن للرياضة مكانة خاصة لدى الجزائري، وهي البوابة التي يتنفس عبرها، بتشجيعه وهتافه للاعبين الذين يلبون شغفه باستعراضاتهم، بعيدا عن العنف أو سوء التصرف، في ظل الفرجة التي يصنعها اللاعبون بعيدا عن التشنج، الغضب أو التصادم، على اختلاف جنسياتهم ورغم رغبة كل واحد الظفر بالمرتبة الأولى.
واصطحاب الأولياء لأبنائهم إلى مقاعد المتابعة للسباقات، ونقاشهم حول طريقة لعب المتسابقين، وتوضيح مواقفهم من النتائج التي يحققونها، تزرع الكثير من القيم لدى الأطفال، وتجعلهم يبحثون عن قدوتهم بين هؤلاء الرياضيين، ويقدمون آرائهم في الأداء. وبتنوع المسابقات على نفس الميدان، تتكون لدى الطفل فكرة عن الرياضة وقد تحفزه تلك التظاهرات للتعلق بتخصص معين، والسعي للاجتهاد فيه.
اختيار العائلات للمتابعة الرياضية على فضاءات أخرى، تفيد بضرورة إنشاء نوادي للتكفل بالأطفال والشباب رياضيا، وإنجاز هياكل رياضية تضم مختلف التخصصات الرياضية بكل المدن، لأنها المجال الأقرب للفرد للتنفس وإفراغ شحناته السلبية، وتشجيعه على تحقيق الذات من خلال تطلعه إلى تحقيق اسم ومكانة في التخصص الذي ينشط فيه، كما أنها البوابة التي تنقذ الفرد من أخطبوط الممنوعات والجرائم، التي تحكم قبضتها على الشارع.
عند العودة إلى سجلات المستوى الدراسي لأولئك الرياضيين، يتضح أن جلهم يملك مستوى تعليميا محدودا، لكن ذلك لم يثنيه عن تحقيق نتائج رياضية مهمة، وشهرة ليست محلية فقط وإنما عالمية، فهم فضلوا اقتحام عالم الرياضة بدل الاستناد على الحائط والتسكع في الشوارع، فنجوا من غول المخدرات والممنوعات، وكونوا مستقبلا وتشبعوا بالأخلاق الراقية والمبادئ الفاضلة.
وتبقى الرياضة مطلوبة وضرورية التواجد بكل حي، حتى تتكفل تلك النوادي بأطفال الأحياء، فتهيكلهم وتساعدهم على اختيار تخصصهم بمرافقة ودعم عائلاتهم، وليس ربط تكوينهم بالسلطات التنفيذية، لأن الجهات الرسمية لا تهتم لما يجري خارج النوادي الرسمية الناشطة والمهمة، في حين تستجيب غالبا للطلبات الملحة لسكان الحي أو المدينة لبناء الفضاء الرياضي الذي يرغبون به، لأن الرياضة تحمل قيما مميزة، فهي تربي وتبني الفرد أخلاقا وجسدا.
بقلم: وردة. ق