منوعات

شاي الزنجبيل مُفيد لكنه لا يصنع المعجزات

يستخدم شاي الزنجبيل للأغراض الطبية بالصين منذ أكثر من 2500 عام، كما كان له دور بارز في الطب الهندي والياباني منذ القرن 16 يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض مثل الصداع ونزلات البرد، إلى جانب خصائصه المضادة للالتهابات. فهو ليس مجرد مشروب دافئ، يمكن صنعه بسهولة بإلقاء قطعة زنجبيل طازج في ماء يغلي، بل قد يكون مصدرا جيدا للعديد من الفوائد الصحية.

وقد عرَّفت الدكتورة كانتا شيلكي، عالمة الأغذية والمُحاضرِة المرموقة في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، شاي الزنجبيل بأنه “عبارة عن مزيج يُستخلص من جذور الزنجبيل الطازج بعد نقعها في الماء المغلي، أو عن طريق تحريك ملعقة من الزنجبيل المحفوظ في الماء الساخن”.

ومن أجل الحصول على فوائد شاي الزنجبيل، وتفكيك مركبات النبات، يجب أن يستغرق نقع الزنجبيل الطازج مع الماء المغلي 10 دقائق أو أكثر، وفقا لما ذكرته أخصائية التغذية المتكاملة مونيك ريتشارد لـ “فوربس”.

ربطت الدكتورة شيلكي بين الفوائد المُستمدة من شاي الزنجبيل، وعدد من العوامل، من بينها: جودة الزنجبيل وكميته، مدى قوة نقع المزيج، ما يتم تناوله بجانبه و عدد مرات تناول شاي الزنجبيل

الفوائد الصحية لشاي الزنجبيل

يمكن أن يكون شاي الزنجبيل “طريقة لدمج المعادن والفيتامينات الضرورية لنمو الجسم ووظائفه الطبيعية، في نظامنا الغذائي” كما تقول مونيك، موضحة أن الزنجبيل يحتوي على فيتامينات ومعادن، من أهمها: فيتامين “سي” الذي يساعد الجسم على امتصاص الحديد والحفاظ على صحة الأنسجة وسرعة شفاء الجروح؛ وفيتامين “بي 6″ المعروف بدوره في تكوين خلايا الدم الحمراء، والحفاظ على وظائف المخ. والمغنيسيوم الذي يشارك في أكثر من 300 تفاعل كيميائي حيوي للجسم، على رأسها وظيفة الأعصاب والعضلات، بالإضافة إلى البوتاسيوم والنحاس والمنغنيز والألياف والماء”.

مُضاد للالتهابات: فقد أكدت دراسات عديدة على آثار الزنجبيل المضادة للالتهابات، منها على سبيل المثال: مراجعة أجريت عام 2022، وجدت أن العديد من المكونات النشطة في الزنجبيل يمكن أن تقلل الالتهاب. بالإضافة إلى دراسات ساقت أدلة واعدة على أن الزنجبيل يمكن أن يساعد في تخفيف آلام التهاب المفاصل لدى من يعانون من هشاشة العظام، والحد من التهاب المفاصل الروماتويدي. إلى جانب خصائصه الوقائية الواعدة ضد الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية، والمساهمة في تحسين عمل الجهاز المناعي.

كما له تأثير إيجابي على مقدار الوقت الذي يستغرقه الشخص في هضم الطعام، وتقليل الإصابة باضطراب يعيق حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي”.

من الفوائد المحتملة الأخرى لشاي الزنجبيل علاج عسر الطمث، أو الألم الذي يحدث مع الدورة الشهرية، بحسب مونيك التي استشهدت بمراجعة أجريت عام 2016، على أدلة توصلت إليها 6 تجارب مختلفة، ووجدت أنه لا يوجد فرق كبير بين تأثير الزنجبيل ومسكنات مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين، في علاج آلام الدورة الشهرية” لكنها قالت “هذه النتيجة ما تزال تحتاج إلى مزيد من البحث”.

الزنجبيل قد يساعد في تحسين نسبة السكر في الدم بين المصابين بداء السكري من النوع 2، ويعمل على خفض الكوليسترول، ومنع الدم من التجلط، مما قد يساهم في الوقاية من أمراض القلب و يُخفف السمنة.

شاي الزنجبيل لا يصنع المعجزات

“تعتبر جذور الزنجبيل -وبالتالي الشاي المصنوع منها- آمنة بشكل عام، بشرط ألا تتجاوز كمية الجذور المستخدمة 4 غرامات يوميا” بحسب إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

أما إذا تجاوزت الجذور المستخدمة وزن 6 غرامات “فهناك احتمال للشعور باضطرابات في الجهاز الهضمي، ونزف وردود فعل تحسسية، وانخفاض في ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب”.

لذا، تؤكد المعاهد الوطنية للصحة “إن آي إتش” التابعة لوزارة الصحة الأميركية الآتي:

  • لم تُظهر معظم الدراسات التي أجريت على الزنجبيل أنه مفيد للدوار (الدوخة).
  • لم يثبت أن الزنجبيل يخفف الغثيان والقيء المرتبطين بالعلاج الكيميائي للسرطان.
  • من غير المؤكد ما إذا كان الزنجبيل مفيدا في حالة الغثيان والقيء بعد الجراحة.
  • قد يتسبب الإفراط بشرب الزنجبيل في ارتباك البطن وحرقة المعدة والإسهال وتهيج الفم والحلق.
  • الأدلة على أن تناول الزنجبيل آمن أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية ليست نهائية، والأفضل استشارة الطبيب قبل تناوله.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق