وطني
تجديد الثقة في الوالي يُخلط أوراق فاسدين: لا مكان إلاّ لمن يخدم وهران

ح.نصيرة
لن تكون مرحلة التسيير القادمة سهلة أمام والي وهران السعيد سعيود، المجدّد فيه الثقة من طرف رئيس الجمهورية بناء على حركة التغيير التي أعلن عنها مساء الأربعاء، حيث تفرض المرحلة مواصلة التغيير الذي تأسس منذ 2020، خاصة وأن وهران من أكبر الولايات التي استهدفتها العصابة وعاثت فيها فسادا امتد طولا وعرضا من قطاعات حساسة بالإدارة إلى المجالس الشعبية المحلية.
المؤكد من كل هذا، أن إبعاد بقايا العصابة، يتطلب وقتا ولن يكون بين ساعة أو شهر أو سنة إبعادهم، ووسط المستجد، أخلط بقاء الوالي سعيود على رأس الولاية أوراق شرذمة كانت تشتغل في الغرف المظلمة لسد الطريق في وجه التغيير وتعمل على إبعاد كل من يقف في وجه مصالحها الفاسدة بالولاية.
تسيير وهران بالتليكوموند ولّى
وتبعثرت أوراق فاسدين بوهران، نشطوا لأجل الإخلال بالتسيير العام، وفرض منطق الإصلاح التنموي، هؤلاء بعد أن استغلوا جميع الوسائل المتاحة لهم لبسط نفوذهم بالولاية، صدمهم بقاء الوالي سعيود بموجب حركة التغيير التي أجريت نهاية الأسبوع، سيما أنهم اعتادوا على تسيير وهران ب”التيليكوموند” ، ولن يكون ممكنا عليهم اليوم مدّ شبكاتهم التي تعودوا أن يستغلوها في تمرير مشاريع خارج القنوات القانونية.
هندسة ملئ الجيب قبل 3 سنوات من انتهاء العهدة
وتفرض المرحلة، إحداث تغيير جدري ومراجعة الحسابات التي تنساق في صالح تنمية وهران، التي أخذت مسارا منحرفا في بداية مؤشراتها منذ الأشهر الأخيرة كما هو ملاحظ في قطاعات ومجالس محلية، ذلك أن هناك بلديات بوهران، اختار أميارها هندسة “ملئ الجيب” بما أن العهدة المحلية ستنتهي في 2026، وأنه لا وقت أمامهم إلا انتهاج حافة السكة، عساهم يسمّنون جيوبهم، وهو ما يترجم دخولهم في صراعات مؤخرا مع حاشيات كانوا يعتمدون عليها وبعض فعاليات المجتمع المدني الذي لم يسمحوا له التدخل في سياسات تسييرهم الداخلي للشؤون كالإستجابة للتخطيط في المشاريع ومنع متابعتهم والتنسيق.
ذريعة هؤلاء أنهم يستقوون بنفوذ وصلت درجته إلى إسقاطهم العمل بتعليمات الوالي، وكان والي وهران الأسبوع المنصرم قد أنهى مهام رئيسي بلدية قديل والعنصر، إذ تم تداول إنهاء مهام أميار آخرين بالبلديات، من هذه الفئة 6 رؤساء بلديات ملفاتهم جد ثقيلة ولن ترحم بقائهم على رأس البلديات، يتعلق الأمر بأميار بدوائر السانية، بئر الجير، وعين الترك وبطيوة.
المؤكد ان التغيير لن يكون سهلا، وطريقه أصعب خاصة وأن الإبتزاز يعتبر منفذا في أذهان بقايا العصابة التي تستغله بدريعة أنها تمسك أوراق تخلط أوراق أي مسؤول يتحرك، ولكن هذه الفئة تجاهلت استحداث أجهزة تراقب الفساد من بعيد وقريب، عكس أي وقت مضى.
أما بالنسبة لتجديد الثقة في والي وهران السعيد سعيود، أصبحت تعني أن مهمته التنفيذية تتطلب بذل جهود إصلاحية أعمق، وأخذ المتطلبات ذات الأولوية في الواجهة تحسينا لظروف عيش المواطن، سيما مواصلة برنامج الإسكان، وهذا بالوقوف على سير المشاريع، من ذلك إستئناف ترحيل عائلات رأس العين وبلونتار، وهو الملف العالق بالرغم من تفعيل لجان الإحصاء، حتى أن الشفافية مطلوبة في التوزيعات السكنية التي هي من مسؤوليات لجان دوائر، وفي انتظار حركة تغيير في سلك رؤساء الدوائر في الأيام القليلة القادمة، يبقى ظرفا واجبا الإعلان عن بقية القوائم السكنية كقديل، ومرسى الحجاج، والسانية.
كما يفرض الواقع الوقوف على التعمير، منه الشق المتعلق بصدام مع مرقين عقاريين ومواطنين، ورخص 12 طوابق التي باتت تصدر عشوائيا بناء على تعديلات في الرخص مطلوب التحقيق في الجهات التي تقف ورائها .
زيادة على ذلك، فإن مرحلة التسيير القادمة تدعو إلى وضع حد لمن يريدون دوما صعود الموجة كلما سمحت الظروف لبقايا العصابة فرض سياسة التملق، ليدعوا النفوذ، ولعل هذا ما جعل الوالي يطلق ما لا يعجبهم أن عهد التصرفات البالية ولّى ولا مكان إلا لمن يريد خدمة وهران.