وردة. ق
عاد فصل الشتاء وعادت معه حالة الخوف من حدوث كوارث لا قدّر الله، والشقيقة ليبيا عاشت فاجعة منذ أيام، فقدت 25% من مدينة “درنة” بفعل الفيضانات عقب انهيار سدين لهشاشتهما.
في الجزائر سنويا تعقد الاجتماعات وتختم بقرارات صارمة، تشدد على ضرورة التهيئة، وتنظيف البالوعات ومجاري الأمطار، حتى لا تتجمع مياه الأمطار وتخرج الأمور عن السيطرة. لكن الواقع يعكس كل ما قيل من قبل، حيث تتحول الشوارع إلى مسابح تغرق فيها المركبات وتصعب الحركة خلالها، فيعيش الأطفال مأساة وهم يتنقلون من وإلى مدارسهم، وتقطع عديد الطرقات، حتى الرئيسية منها، لارتفاع منسوب مياه الأمطار، فتخرج شاحنات الضخ لرفع المياه.
هذا الموسم انطلقت عمليات التهيئة مبكرا، تحضيرا لموسم الأمطار، تزامنا مع التحذيرات الدولية من التغيرات المناخية، التي تشكل خطرا، وتداولت مختلف البلديات بالوطن صور وفيديوهات لعمالها ينظفون البالوعات ومجاري الأمطار، وكشفت تلك العمليات على أشياء يشكل تواجدها بالبالوعة غرابة، لأن البالوعة مغطاة بغطاء لا يسمح بمرور الأشياء ماعدا السوائل أو الأتربة. جعلت البلديات تعيد تغطية البالوعات بأغطية جديدة، بعد اختفاء الأصلية، هذا الاختفاء يطرح عدة تساؤلات: أين ذهبت؟ من أخذها؟
التجول بين أروقة المحاكم يكشف سجن عديد الأشخاص بتهمة “سرقة أغطية البالوعات”، يسرقونها ليعيدوا بيعها لتجار النحاس والحديد. هذا الموضوع يطرح تساؤلات أخرى، هل يعلم من يسرق غطاء البالوعة أن نزع الغطاء قد يكون سببا في غرق حي كامل وقد تسجل وفيات بسبب ارتفاع منسوب الأمطار، لأن البالوعة سدت بأشياء سقطت بداخلها في غياب الغطاء الذي يمنع ذلك. وحتى السكان هل يعلمون أن دورهم مهم في التحضير لموسم الأمطار، ومسؤوليتهم تتلخص في تنظيف المحيط بأحيائهم والتخلص من كل النفايات المرمية، لأن أول من يتضرر في حال حدوث كارثة هم سكان الحي.
فهل سيمر فصل الشتاء هذا الموسم أفضل من المواسم السابقة؟!