Capdz بالعربي

اعترافات مرعبة لقتلة “جمال بن سماعيل” 

وردة. ق

عادت محمكة الجنايات الاستئنافية بمحمكة الجنايات بالدار البيضاء لفتح أبشع جريمة ارتكبت في القرن 21، بمنطقة “لاربعاناثيراثن” بولاية تيزي وزو في حق الأعزل “جمال بن سماعيل” القادم من ولاية “عين الدفلى” لمساعدة أبناء “لاربعا ناثيراثن” في إخماد النيران التي أتت على الغابات بالمنطقة، وأصبحت مصدر خطر على السكان والطبيعة. بعدما تم سحب جثته 200 مترا، ووضع أوراق على الجثة وإشعال النار فيها، وهو ما أثبتته التحقيقات، فقد تبين أنه تعرض للطعن على مستوى الخد الأيمن والحروق بجسده إلى جانب آثار الذبح على رقبة الجثة.

حيث يتابع في القضية 102 متهما، التمس في حقهم بين الإعدام، السجن والبراءة خلال المحاكمة الابتدائية، بتهم ثقيلة تتمثل في جناية القتل العمدي والتنكيل بجثة، وجناية المساس بوحدة التراب الوطني، والمؤامرة التي تنص عليها المادة 77 من قانون العقوبات.

تواصلت أطوار المحاكمة وسط دهشة الحضور، أمام تفاصيل الجريمة النكراء التي هزت الجزائر ذات أوت 2021، حيث حاول المتهم الرئيسي “إيدير”، الذي قام بذبح “جمال بن سماعيل” التملص من جريمته، ونيل تعاطف الهيئة القضائية بتصريحه: “كنت سكرانا، لم أكن في وعيي سيدتي القاضية”، مردفا: “لقد سمعت امرأة (يقصد المتهمة معه في الجريمة “نبيلة”)، تقول لي: اذبحه واعطني أشرب من دمه”. مضيفا: “لقد شربت 10 عبوات من الخمر، رأيت الجثة، وكان الجميع يصرخ: اذبحه، اذبحه”. واصل المتهم اعترافاته: لم أكن في وعيي، لا أعرف كيف استلمت “كيتور” منهم، لقد تعرفت على بعض جيراني بين الحضور في مكان الجريمة”. استدرك المتهم تصريحاته، معترفا: “أعترف، لقد أخطأت، لقد ذبحته، لكنني كنت مخمورا”. وفي رده عن سؤال للقاضي حول طريقة ذبحه الضحية ومن سلمه السكين. قال المتهم أن من سلمه السكين، كان رجلا يرتدي الأسود، بينما رجل آخر يدعى “علي بازار” كان يحرضه على نزع رأس “جمال” من جسده وهو جثة هامدة، مؤكدا أن الجثة كانت “متفحمة” قبل ذبحه أياها.

في نفس الإطار، ذكر متهم آخر، أنه حينما وصل مكان الواقعة، وجد الجثة محترقة، قبل أن يهز القاعة باعترافاته المدهشة، التي أثارت استغراب الجميع بالقاعة، لكمية الحقد والغل والكراهية غير المبررة للضحية، وهو يعترف للقاضي: “قمت بسبه (يقصد الضحية جمال)، وقلت له: اليوم أحولك إلى (بروشات) وآكلك، لكنني لم أدعس جثته، ولا أنتمي إلى حركة الماك الانفصالية“.

من جهتها، اعترفت المتهمة “نبيلة” وهي ممرضة، قدمت من ولاية “تيبازة” أنها حضرت إلى المنطقة من أجل تقديم المساعدة للسكان، وقد حضرت الواقعة، وقالت لهم: “بسم الله، اذبحوا الضحية”، عندما هموا بذبح الجثة، مشيرة إلى أنها قامت ذلك، حتى تحمي نفسها وصديقتها، لأنها لا تعرف أحدا بالمنطقة.

تجدر الإشارة إلى أنه بتاريخ 24 نوفمبر 2022، أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء بالجزائر العاصمة، 94 متهما لارتكابهم جريمة القتل والتنكيل بجثة الراحل “جمال بن سماعيل” شهر أوت 2021 بمنطقة “لاربعاناثيراثن” بتيزي وزو، مصدرة حكم الإعدام في حق 49 متهما، سجنا نافذا يتراوح بين 10 وسنتين في حق 28 متهما، بينما استفاد 17 متهما من البراءة.