وهران
مختصون بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2 يدعون لتفعيل الإرشاد والتكوين لكسب مهاراته في كل المجالات

جميلة.م
تم التشديد على ضرورة تفعيل الإرشاد بمختلف أشكاله وعلى كافة المستويات والفئات، خلال أشغال الملتقى الوطني حول “المهارات الإرشادية – التكوين والممارسة”، الذي نظمه مخبر التربية والتطور – فرقة البحث التعليم والتكوين، بالتنسيق مع قسم علوم التربية بجامعة وهران 2 محمد بن أحمد ، بمكتبة العلوم الاجتماعية.
وقد أبرز المشاركون أهمية إدماج الإرشاد و الخدمات الإرشادية في جميع القطاعات، بما في ذلك التربية، الصحة، التعليم، التكوين المهني، والمقاولاتية، باعتباره أداة حيوية لدعم الفرد وتمكينه من اتخاذ قرارات مناسبة في مختلف محطات حياته الشخصية والمهنية.
و في هذا السياق، بينت الدكتورة عليم عقيلة، أستاذة بقسم علوم التربية وعضو بمخبر البحث “تربية وتطور”، في تصريح صحفي على هامش الفعالية أن الإرشاد أصبح ضرورة في جميع المجالات، من التربية والصحة إلى التعلم والتكوين المهني، مؤكدة أن الملتقى يسعى لتحسيس المجتمع بأهمية هذا المجال وتفعيل دوره في مرافقة السياسات الوطنية، خاصة في ما يتعلق بدعم خريجي الجامعات والتكوين المهني لخلق مؤسسات مصغرة وتنمية روح المقاولة، مشيرة إلى العلاقة المباشرة بين الإرشاد وديمومة المؤسسات الاقتصادية.
و أضافت أن الإرشاد، و التوجيه لم يعد حكرا على المجال النفسي أو التربوي، بل أصبح حاجة مجتمعية ملحة، خصوصا في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة، حيث يتطلب المجتمع مرشدين مؤهلين قادرين على مواكبة هذه التحولات. وأوضحت أن تفعيل الإرشاد وتعميمه من شأنه المساهمة في تحسين الأداء الفردي والجماعي داخل مختلف المؤسسات.
و شددت على ضرورة إكساب الشباب الجامعي مهارات إرشادية تسهم في اتخاذ قرارات مهنية ناجحة، وتمنحهم القدرة على التكيف مع متغيرات السوق وتسيير مشاريعهم بكفاءة، في ظل توجه الدولة نحو تشجيع المبادرة الفردية وخلق الثروة ومناصب الشغل، حيث اعتبرت الجامعة قاطرة أساسية في تطوير الممارسات المهنية في هذا المجال.
عميد كلية العلوم الاجتماعية: ” أهمية الملتقى تكمن في استجابته لحاجة علمية ملحة “
من جهته، أكد عميد كلية العلوم الاجتماعية،” بوزيدي الهواري ” ، على أهمية موضوع الملتقى، لا سيما أنه يجمع مشاركين من تخصصات متنوعة مثل علم النفس، الأرطوفونيا، علوم التربية، الإعلام الآلي، بالإضافة إلى الفلسفة والأدب، مما يجعل هذا اللقاء لقاء بينيا يبرز تداخل العلوم، وهو ما يدخل في إطار الدراسات البينية التي أصبحت ضرورية وراهنية، اذ لم نعد اليوم نعتمد على تخصص واحد فقط لفهم المشكلات، بل نسعى إلى توظيف مختلف التخصصات بهدف الإحاطة الشاملة بها. و اضاف ” إذا اطلعتم على برنامج الملتقى، فستجدون مشاركة مختصين في علم النفس، علوم التربية، علم الاجتماع، الإعلام الآلي، وغيرها من المجالات ”
و أشار إلى أن أهمية الملتقى، تكمن في أنه استجابة لحاجة علمية ملحة تفرضها راهنية الموضوع، الذي يتمحور حول كيفية تعزيز الصحة النفسية والعقلية داخل الفضاءات المهنية والتعليمية بمختلف أنواعها، سواء في قطاع التربية والتعليم، أو في التعليم العالي والبحث العلمي، أو التكوين المهني بشكل عام و ذلك بمساهمة أساتذة مختصين سيساعدون في تحقيق التبصير الشخصي، من خلال مهاراتهم وخبراتهم البحثية.
و عرف الملتقى مشاركة نوعية من أساتذة وباحثين مختصين وممارسين ميدانيين، جمع بين الحضور المباشر والمشاركة عن بعد، من مختلف الجامعات الجزائرية، أبرزها جامعة تلمسان وجامعة وهران، إلى جانب ممثلين عن قطاعات التربية، التعليم العالي، والتكوين والتعليم المهنيين، ما أضفى على الملتقى طابع تطبيقي يربط بين النظرية والواقع.
و سعى المنظمون من خلال هذا اللقاء العلمي إلى إبراز أهمية المهارات الإرشادية في تقديم خدمات ذات جودة عالية، مع تمكين المرشدين من أدوات نظرية وتطبيقية تساعدهم على تحسين ممارستهم وتوسيع نطاق تدخلاتهم.
كما ناقش الحاضرون سبل التعرف على المهارات المطلوبة في البرامج الإرشادية التي يحتاجها المجتمع، وتحديد الاحتياجات التكوينية الخاصة بالممارسين.
هذا و تنوعت محاور الملتقى لتشمل الإرشاد النفسي، والتربوي، والاجتماعي، والمهني، حيث تم التأكيد على أن جميع هذه المحاور لها أهمية متساوية وتمثل استجابة فعلية لاحتياجات المجتمع، كما تم التأكيد على ضرورة تطوير برامج التكوين لتتلاءم مع متطلبات كل مجال.
وقد نقل المشاركون من قطاع التكوين المهني واقع الممارسة الميدانية في مؤسساتهم، مستعرضين التحديات والفرص التي تواجههم في تطبيق المهارات الإرشادية، ومدى الحاجة إلى مرشدين أكفاء يملكون خلفية علمية وتكوينية ملائمة لطبيعة المهام اليومية.
كما شهد الملتقى مداخلات حول أهمية الإرشاد النفسي لأسر الأطفال المصابين بالطيف التوحدي، إلى جانب عرض دراسات تقييمية لجودة مخرجات التعليم العالي في مجال الإرشاد المدرسي والمهني من وجهة نظر الممارسين المختصين، على غرار مستشاري التوجيه.
أبرز المتدخلون أهمية مهارات مثل الإنصات الفعال والاتصال اللفظي وغير اللفظي، باعتبارها أدوات أساسية في ممارسة الإرشاد، مع الدعوة إلى إدراجها بشكل أوسع في البرامج التكوينية ومرافقة المرشدين الجدد خلال مراحل التكوين والعمل.
و شكل الملتقى فرصة للممارسين لطرح انشغالاتهم المهنية، وتبادل الخبرات والتجارب، وتحديد أولوياتهم من حيث التكوين المستمر والتأطير العلمي.