وهران

هل تنقذ لجنة التفتيش الوزارية وهران من مافيا النقل؟…هكذا حرض مفتّشون ناقلين على الإضراب وزادوا القطاع عفنا

ح/نصيرة

لم ينجح إضفاء خطوط نقل جديدة ولا استفادة وهران من حافلات لدعم ساحة النقل بشكل عام، وتستمر الفوضى وسط توقعات بحلول لجنة تفتيش إلى عاصمة الغرب خلال الأيام القليلة القادة، فالرّهان القائم أن المسؤولين المعنيين بالولاية سيكون أمامهم ثلاثة أشهر لتصحيح المجرى والتصدي إلى مافياوية القطاع.

50 حافلة جديدة تدعّمت بها وهران …6 منها فقط في الخدمة

 

وتوشك سنة 2024، على الحلول دون إحراز أي تقدم في ساحة النقل، لوصمة العار التي حملتها في عهدة مسؤولين سابقين زادوا تسيير المديرية عفنا، كما كان والي وهران قد انتقد وضعه مرارا وتكرارا وفي آخر لهجة مشددة في لقائه الأخير بفعاليات المجتمع المدني، سيما لدى فضحه أمر مفتشين يحرضون ناقلين على الإضراب، والوضع الذي آلت إليه حافلات تدعمت منها وهران خلال الصائفة المنصرمة، بناء على موافقة الوزير، وفضيحة أنه من بين 50 حافلة نقل 6 منها فقط هي التي موجودة فعليا في الخدمة، وقائمة أخرى لخروقات عدّها والي وهران، في اعترافه بشلل قطاع النقل الذي يعد عصبا وشرايين الحياة العامة للمواطن.

ومن المعلوم أن ساحة الناقلين في 2023، لم تشهد أي إضراب أواحتجاجات، وهي اضطرابات لم يسمح القائمون من بعيد على حدوثها بفعل التريث والتعامل مع الملف بعقلانية حتى لا يؤثر مجال ذلك على المواطن.

ولكن بالرغم من ذلك، فإن الإرادة تبقى قوية لتصفية وتطهير المافيا في القطاع، على أساس أن مجريات ما يحصل لا تبشر بالخير، حيث تزيد فوضى النقل يوميا، بل إن طاقته لم تعد تلبي حاجيات المواطن، الذي يجد نفسه محْشُوّا كالسردين في حافلة، أمام قلة وسائل النقل بالخطوط، إذ لم تعد مشبعة وتفرض مراجعة ما يقوم في الساحة.

 

ما قاله والي وهران عن مدير نقل سابق؟

 

ولم يخف المسؤول التنفيذي بالولاية، علْمه بمافيوية القطاع، وكيف لمدير سابق أن رسم له وهران نيويورك بقوله: “رجّعلي وهران نيويورك…صابوطاج ساكنهم في الدم”، حتى أنه وأمام فعاليات المجتمع المدني تأسف لضرب تعليمات وإسقاطها، لما تطرق إلى إنهاء مهام مدير سابق، قبل أن يتفاجأ نفسه عقب تنصيب مدير جديد نزول فاكس يحمل تنصيب نفس المُنهى المهام، وكأن هناك يد تتعمد الإبقاء على الفوضى.

ويظل حال العفن في قطاع النقل قائما في انتظار تصحيح المجرى من المدير الجديد، فالمواطن حسب ما رصدته -كاب ديزاد- في الشارع أنه غير راضي، على أساس مُكابدته يوميا عناء انتظار حافلة لنحو ساعة، الأقطاب العمّانية الجديدة وادي تليلات ومسرغين وبلقايد التي من المفروض أن تضم خطوط جامعية، بما أنها متوسعة على أكبر قطب.

المواطن اشتكى من الانتظار طويلا لحافلة، وعلى اعتبار أن سيارات الأجرة بكمّها لم تعد تلبي الاحتياجات العامة، في كل الأوقات وليس وقت الذروة الثامنة صباحا ومنتصف النهار والرابعة والخامسة مساء، فجميع الأوقات كبعضها، وأكثر منه تفاجأهم في أن ناقلين عبر الخطوط اتخذوا من قاعدة النساء في الصفّ الأمامي والرجال في الصفّ الخلفي حتى يتمكنوا من حشوهم كالسردين، حيث تسائل أحد المواطنين أيعقل أن حافلة من 100 مقعد يركبها 200 شخص؟ …هي حيلة الناقلين الذين قلصوا عدد الحافلات وجعلوا المواطن ينتظر لساعة حتى يجبرونه على الرضوخ للحشو الذي يتزعّموه، وهو حال العديد من الخطوط كخط H، المعروف بكونه يشتغل على أطول مسافة تتعدى 32 كلم، وتحركه 16 حافلة، من المسؤول عن المتابعة والتنظيم والتفتيش؟.

ومن يتعمدون توقيف حافلات تعود إلى السير، وهي حقائق لا يمكن أن تمثل سوى عصابة مددت جذورها بقوة في ساحة النقل، كما تثير النقابات الناشطة علامات استفهام في تقويم ما يحدث؟ إن لم نقل أن بعضها متواطؤ.

مواطنون: لا حلّ إلا في الميترو وتمديد مسالك الترامواي

 

والذي أجمع عليه مواطنون، أن ولاية بحجم وهران، لن ينقذ مواطنها المغبون في التنقل سوى تمديد مسارات الترامواي، بداية إلى قطب العمراني ببلقايد، ومطار السانية الدولي، ومدينة مسرغين، وحلم المواطن كما استقيناه أنه يحلم بميترو على غرار الجزائر العاصمة.

هذا المشروع على حد تعبير البعض أنهم سمعوا عنه منذ سنوات عبر وسائل الإعلام، ولكنهم لم ينتبهوا لكونه مشروع على الورق آنذاك، مع أن دراسته انطلقت وبسبب التقشف في 2017، وانكماش خزينة الدولة تبخر.

مواطنو وهران، أفجعهم سماع استفادة الولاية من حافلات نقل جديدة كل مرة، وأدركوا ميدانيا أنه لا حل إلا في الميترو وتمديد مسالك الترامواي عبر مسارات تستجيب للطلب، أمام تزايد الكثافة السكانية سنويا وارتفاع الطلب على وسائل النقل، بهذا تمنوا أن تكون 2024…سنة القضاء على فوضى النقل.

وتتوفر وهران على 2093 متعاملا في النقل، بعدد ترخيص 3361 حافلة مرخصة، موزعين في النقل العمومي الحضري على 1125 ناقلا بقدرة 66286 مسافر، و1345 ناقل شبه حضري بقدرة 46105 مسافر، فيما تعتمد مؤسسة النقل الحضري إيطو على 22 حافلة بقدرة 2200 مسافر، أضف إليه النقل ماين الولاات الذي يضم 522 مركبة بقدرة 23336 مسفر.

أما سيارات الأجرة تعمل بطاقة 8783 منها طاكسي جماعي 984 مركبة و782 مابين الولايات.

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق