ح/نصيرة
مقصية بدعوى أنها مطلقة؟
و حياة عائلة الأم حيان وأبنائها لا تقل وزنا عن أي عائلة تستحق للسكن الإجتماعي، يكفل عيشها في دفئ عائلي وكرامة، وهم من صارعوا ظروفا قاسية ومتعبة في بيت آيل للإنهيار أكلت جدرانه الرطوبة وتصدعات الجدران التي لا تخفى عن الأعين لتدل الوضعية بوجود خطورة لإنهيار أجزاء البناية في أي لحظة، وهذا البيت الذي تشغله العائلة الواقع في قلب 29 شارع معواد أحمد -ميروشو- يتشكّل من غرفتين ضيقتين، لا تقدر أجسام و أقدام كبار أن تصمد بالبقاء فيه خشية من التأثير على الأرضية التي أصبحت معوجة وانزلقت منذ فترات، لتنذر بأن المكان غير قابل للإيواء.
نعاني أزمة السكن منذ 1969
إزاء هاته الوضعية، يُراود حلم السكن الأم وأبنائها، إذ ظلت بوجه حزين تأمل في كل مرة تسمع فيها عن وعود تخليص العائلات من أزمة السكن، وخاصة التخلص من ملفات تعود إلى فترة السبعينات، في أن تكون ضمن قائمة المستفيدين، باعتبار أنها آنذاك كانت من الحالات التي ثبّتت بناء على وصل إيداع، بوضع ملفها في ديسمبر 1975، باسم الزوج، إلا أن الأقدار شاءت أن ينفصل الطرفان عن بعضهما بسبب الظروف الإجتماعية في العام 2005، ولكن قبله في سنة 2002، تقول السيدة حيان أنها لجأت إلى -حي قومبيطا- حيث كان جاري التكفل بإيداع ملفات “السوسيال” وقامت بإيداع ملفها باسمها، أملا في الإستفادة في سكن جديد.
والسيدة حيان التي تتقاضى كما أفادت به لنا منحة “الشوماج” بما لن يمكنها حتى في تسديد أتعاب الكراء الشهرية، لم تترك بابا إلا وطرقته، خاصة منذ إيداعها طعنا في حصة السكن الإجتماعي بدائرة وهران، عساها تصحّح خطأ وارد أسقط ملفها الغابر.
والي وهران أسدى أوامر للتكفل بدراسة الحالة الإجتماعية
وهي اليوم تذكّر من خلال “كاب ديزاد” بأنها حالة اجتماعية خاصة، ما ذنبها إن تطلقت منذ 18 عاما وكانت قبل ذلك بأعوام قد لجأت إلى وضع ملف اجتماعي باسمها (2002)، حيث تجد نفسها تحت الأنقاض في بناية تابعة لخواص في 29 شارع ميروشو.
المغلوب على أمرها تعيش يوميات قاسية في بيت مهددة فيه بالطرد من صاحب البناية في أي لحظة، ولا هي ولا أبنائها فكروا يوما في أن يطرحوا انشغالهم في أزمة السكن بشكل هستيري، أو الإستنجاد بالفوضوي، ففضلوا تحمل هشاشة البناية والرطوبة الخانقة، وأسقف الموت على ذلك.