مزاد... كاب ديزاد
توصل ابنها إلى المدرسة، ولكن…

بقلم وردة. ق
عاد التلاميذ إلى المدرسة، ومع عودتهم عادت ظاهرة اصطحاب الأمهات لأولادهن، حفاظا على سلامتهم وأمنهم، وتعليمهم آداب السير في الشارع.
لكن الأمر لا يتوقف على توصيل الأطفال بل يتحول إلى ظاهرة “سلبية”، بدأت تؤثر على الشارع الجزائري في السنوات الأخيرة. حيث تتحول تلك المرافقة إلى تجمعات نسوية أمام أبواب المدارس، تمتد لساعات، عوضا عن دقائق تتلخص في التأكد من دخول الطفل إلى ساحة المدرسة.
الظاهرة غالبا ما دفعت مدراء المدارس إلى الخروج ل”طرد” النساء من أمام الباب، لتسببهن في إثارة الفوضى بارتفاع ضحكاتهن، وبعض المرات يدفع تصرفهن “المزعج” بالجنس الخشن، للوقوف بجانب تجمعهن لاستراق السمع لما يدور بينهن من حديث، الذي غالبا ما يتمحور حول الخناقات الزوجية والعلاقات الخاصة، التي تردد على الملأ، إما لغرض الفضفضة او البحث عن حل للمشكل.
وتتحول إلى محاربة إذاما اشتكى ابنها من طفل آخر اعتدى عليهر فيتحول مدخل المدرسة إلى حلبة صراع بين شتم وسب وحتى الضرب وشد من الشعر، لكسب حق ابنها الذي اعتدى عليه طفل مثله.
وعندما يحتج المعلم ويطلب حضور الولي، تسارع الأم إلى الحضور، وعوض أن تفهم موضوع المشكل، غالبا ما تزيد الطين بلة حينما تضع معطياتها ورؤيتها لابنها، كما تريد هي وتضع المعلم في خانة المخطئ والغالط في حق ابنها.
في الجهة المقابلة، نجد تلك المرأة التي تحرص على اصطحاب ابنها إلى ومن المدرسة لحمايته، هي نفسها التي تتركه كل اليوم بالشارع، بين مخالب الوحوش وفوضى الشارع، وهي التي تسمح له بالبقاء خارج البيت إلى مابعد العاشرة ليلا وهو لم يتجاوز 10 سنوات، وهي التي ترسله لشراء مستلزمات من متاجر تبعد عن البيت بشوارع وليس شارع أو شارعين.
لا عيب في مصاحبة الأبناء إلى المدرسة، بل هي فكرة حميدة تستحق التشجيع، لكن الجميل لو أنها تقتصر على مغادرة باب المدرسة فور دخول الابن إلى المدرسة، والحضور إلى المدرسة ب10 دقائق قبل موعد الخروج، حتى لا تتحول المدرسة إلى فضاء للفضفضة، وتشوه تلك المجمعات النسوية منظر المدرسة وتوحي بأفكار سلبية عن تجمعات المرأة التي تتحول من قدوة للأبناء إلى مصدر للازعاج وصورة مسيئة لمربية الأمة.