وهران

جمعية “نهال” بوهران تحيي اليوم العالمي للطفل الافريقي : نجاح كبير في إدماج أكثر من 30 طفل مصاب بسرطان العين

م.جميلة
 
أحيت جمعية “نهال السوسيو طبية” بولاية وهران صباح اليوم، مناسبة اليوم العالمي للطفل الافريقي، المصادف ليوم 16 جوان من كل عام، بتنظيم احتفال مميز لفائدة الاطفال المرضى، خاصة منهم المتكفل بهم طيلة العام من قبل الجمعية، في اجواء انسانية مفعمة بالامل والفرح
 
و أكدت رئيسة الجمعية “زروق اسماء” ، في تصريح صحفي على هامش الحفل ، أن هذا النشاط يأتي في اطار حرص الجمعية الدائم على مرافقة الاطفال الذين يواجهون امراضا مزمنة، خاصة سرطان العين، في مختلف مراحل حياتهم الصحية والتعليمية والاجتماعية.
 
الجمعية توفر دعم نفسي ومعنوي للاطفال المرضى
 
 و كشفت رئيسة الجمعية، أن الجمعية حققت إنجاز إنساني كبير تمثل في التكفل بأكثر من 30 طفل مصاب بسرطان العين، حيث تم إدماجهم اجتماعيا وتربويا ، وساهمت في مرافقتهم خلال مراحل علاجهم وتعليمهم، ما مكن العديد منهم من النجاح في مسارهم الدراسي.
وأكدت أن الأطفال الذين استفادوا من رعاية الجمعية لم يقتصر دعمهم على الجانب الصحي فقط، بل شمل أيضا دعما نفسيا وتربويا ساعدهم على تجاوز آثار المرض، والاندماج في الحياة الطبيعية. وأشارت إلى أن عدد من هؤلاء الأطفال تمكنوا من اجتياز امتحاني شهادة التعليم المتوسط (البيام) وشهادة البكالوريا، ما يعكس إرادتهم القوية ومثابرتهم رغم الصعوبات.
وأضافت المتحدثة أن الجمعية تواصل مرافقة هؤلاء الأطفال بعد العلاج، وتسعى إلى تسهيل إدماجهم في المجتمع من خلال تنظيم ورشات دعم نفسي، أنشطة ترفيهية، وتوفير الوسائل التعليمية والتقنية التي يحتاجونها في مسارهم الدراسي.
وتعد جمعية “نهال السوسيو طبية” من الجمعيات الرائدة في ولاية وهران في مجال دعم الأطفال المصابين بالأمراض المزمنة والنادرة، حيث تعمل بتنسيق مع الأطقم الطبية والمتخصصين لتوفير رعاية شاملة ومتكاملة لهؤلاء الأطفال.
 
 و قالت رئيسة الجمعية أن هؤلاء الاطفال هم اولادنا، نحن معهم منذ بداية اكتشاف المرض، لا نتركهم في اي مناسبة، في رمضان، العيد، وحتى بداية الموسم الدراسي، نحاول ان نكون سندا لهم ولعائلاتهم في اصعب اللحظات.
وذكرت ان الاحتفال هذا العام نظم في اجواء مميزة بفندق العيون، حيث تم ادماج انشطة ترفيهية على مستوى المسبح والشاطئ، اضافة الى العاب ومسابقات وورشات رسم وابداع، مما اضفى على اليوم طابعا خاصا من البهجة.
كما حرصت الجمعية على دعوة الاطفال من ولايات مجاورة، مثل مستغانم، سيدي بلعباس، غليزان، معسكر وغيرها، ليشاركوا في هذا اليوم الذي ارادته الجمعية ان يكون جامعا ومفتوحا للجميع.
 
مشاركة واسعة ودعم طبي ووجوه فنية بارزة
 
ولم تغب اللمسة الفنية والانسانية عن الحفل، حيث تفاعل الأطفال مع عروض للاطفال و فترات اللعب و التفاعل مع المهرج ، الى جانب حضور البروفيسور المحمودي، المختصة في طب الاطفال، والتي ترافق بدورها هؤلاء المرضى طوال السنة.
اشارت زروق الى ان حضور البروفيسور المحمودي ليس فقط دعما طبيا، بل هو دعم نفسي للاطفال، قائلة: وجودها يسعدهم ويشعرهم بالامان، لانها جزء من مسارهم العلاجي الطويل.
كما تم توزيع هدايا رمزية على الاطفال، في محاولة بسيطة لرسم البسمة على وجوههم، ومكافأتهم على شجاعتهم وصبرهم في مواجهة المرض.
اكدت رئيسة الجمعية ان الظروف الصحية لبعض الاطفال حالت دون مشاركة البعض، خاصة اولئك الذين لا يزالون في مرحلة العلاج، لكن الجمعية حرصت على التواصل معهم ومع اوليائهم لتقديم التهاني والدعم من بعيد.
 
قالت: “نحن لا نراهم مرضى فقط، بل ابطال، وكل سنة نحتفل معهم ونتمنى ان تكون السنة القادمة افضل لهم ولنا.”
كما ثمنت التوفيق للاطفال في امتحانات نهاية السنة الدراسية، قائلة: هناك من بين الاطفال من يحضرون للباكالوريا، ونحن نتابعهم ونشجعهم ونفرح لنجاحهم، لان نجاحهم انتصار على المرض.
واضافت زروق اسماء نتمنى ان تكون هذه المبادرة مستمرة، وان نلتقي كل سنة في جو من الصحة والعافية، لان فرحة الاطفال هي غايتنا الاولى.
و تحرص الجمعية ان تكون اكثر من مجرد عائلة و تسعى ان ترافق الاطفال المرضى، ليس فقط طبيا، بل نفسيا واجتماعيا ايضا، فمعظم الأطفال فقراء و معوزون تحرص الجمعية ان توفر لهم الدعم و تحتويهم 
وترى رئيسة الجمعية ان دورهم لا يقتصر على توزيع الهدايا او تنظيم الحفلات، بل يمتد الى مرافقة العائلات نفسيا، وتقديم يد العون في اصعب اللحظات، وهو ما يجعل “نهال” اليوم ليست فقط جمعية، بل عائلة حقيقية لكل طفل في حاجة الى رعاية و قالت “كل يوم نزرع فيه الامل، هو يوم جديد للحياة”.
وختمت رئيسة الجمعية تصريحها بالتأكيد على أهمية تضافر الجهود بين المجتمع المدني والهيئات الرسمية لضمان حق الأطفال المرضى في التعليم، الصحة، والحياة الكريمة، داعية المحسنين والمؤسسات إلى دعم الجمعية لتحقيق المزيد من الإنجازات في هذا المجال الإنساني النبيل.
 
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق