الإرادة تحتاج ضميرا حيا… 

تحدث رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”، عن واقع التنمية وكيف أنه رأى أن خنشلة تحتاج إلى اهتمام خاص لبعث التنمية فيها وتطويرها، لاسيما وأن موقعها الجغرافي استراتيجي، وعلى غرارها عديد الولايات المترامية على هذا الوطن الشائعة.

الرئيس “تبون” ومنذ حملته الانتخابية في 2019، لم يفتر على شعبه ولم يسغفله ولم يستعطفه، بل كان صريحا واضحا “الجزائر تملك المال والموارد المادية والبشرية”، لكنه كاشفهم بالحقيقة المرة “هي بحاجة إلى رجال ييبوؤون مناصب المسؤولية عن جدارة واستحقاق”. ولأن الشهادة العلمية أو القرابة والبنعميس غالبا ما كانت سببا في تراجع الجزائر، واندحارها في سلم التقدم و التطور وضمان الرفاهية لشعبها، بعدما تم إفراغ خزينتها وتحويل أموالها إلى الحسابات السرية بالخارج واقترابها من الخوصصة بسبب قوانين وضعت على مقاس زمرة من أصحاب القرار، دون وضع حساب لهذا الشعب المسالم، فقد اعتمد الرئيس “تبون” منذ توليه قيادة البلاد في 2019 منهاج “الغربلة”، فلم يمنح ثقته بشكل كلي ولم يتغاضى عن التصرفات الخاطئة والتي كانت تشير إلى أنها في طريق فتح منافذ جديدة للفساد، لسبب أو لآخر بنية مبيتة أو تغافل أو جهل منهم، وذلك لعلمهم أن القانون وحده أصبح معيارا لتولي المناصب، وذلك حفاظا على المال العام وممتلكات الدولة التي هي من حق الشعب، فاضطر إلى تغيير المناصب وجلب من يتحمل المسؤولية، لاسيما فيما يخص السهر على تنفيذ المشاريع الاستراتيجية التي وعد بها الرئيس خلال حملته عبر التزاماته ال54.

ولأن معظم ما وعد به تجسد على أرض الواقع، وأهمها الحصيلة الباهرة لحبوب القمح التي تم حصدها بالصحراء الجزائرية، دون الحديث عن مشاريع البنى التحتية التي ستكون قاعدة للانطلاق في تحقيق الرفاهية للشعب، على غرار المناجم وما ينجر عنها من تحريك حقيقي لعجلة الاقتصاد وتطويره بعيدا عن ريع النفط. فقصة حبوب القمح تكشف وتؤكد أن الجزائر لم تفقر يوما، وكل ما يتطلبه التطور موجودا، فقط ما يبقى تحديا هو مدى “توفر الضمير الذي يرافق الإرادة”، لتنفيذ المشاريع والرؤى الواضحة التي من شأنها تحسين ظروف المعيشة وتوفير ما يعيد الثقة للشباب لبناء مستقبلهم ببلدهم، وهذا ما يتطلب ثورة توعية يقودها اختصاصيو علم الاجتماع و النفس والاقتصاد لإعادة تفعيل دور المجتمع ومن خلاله الشعب لقيادة ثورة التطور والتقدم، حتى يستيقظ ضميره ويتبنى دوره في هذا الوطن بكل مسؤولية وإرادة.