Capdz بالعربي

الجزائر ومجموعة G7… ما الذي حدث؟!

وردة. ق

غزت زيارة “عبد المجيد تبون” رئيس الجمهورية إلى إيطاليا وحضوره اجتماع قمة مجموعة السبع دول الكبار المصنعين أو ما يعرف بG7، وسائل الإعلان ووسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت حديث العامة قبل المختصين.
اهتمام الجزائريين بزيارة رئيس الجمهورية تؤكد تركيز الشعب على نشاط رئيس الجمهورية ومتابعتهم لقراراته ومدى تنفيذ التزاماته، وهو ما تفسره التحليلات والقراءات والنقاشات التي فتحت على منصات التواصل الاجتماعي مرافقة لصور الرئيس مع مختلف القادة الذين التقاهم بقمة مجموعة G7، وصل نقاشهم البسيط إلى تحليل الصور “سميولوجيا”. تصرف الشعب البسيط شد انتباه المختصين، الذين بدورهم خاضوا في تعليقات الشعب البسيط والمنشورات المصاحبة لصور الرئيس، والتي كانت في معظمها، تعظيما للجزائر وتأكيدا على قوتها الديبلوماسية خارجيا، خاصة وأن الرئيس الجزائري استقبل نظيره الفرنسي بمقر إقامته ب”باري”، حيث تطرقو إلى الأوضاع غير المستقرة سياسيا بفرنسا حاليا بعد صعود اليمين المتطرف واقتراب التشريعيات، والدور الذي يمكن أن تقوم به الجالية الجزائرية هناك، لاسيما وأن الرئيس “تبون” أصبح يولي الجالية اهتماما خاصا، ناهيك عن العلاقات الاقتصادية بغض النظر عن العلاقات التاريخية المعروفة. كما حاول الجزائريون قراءة ما جرى بين الرئيس الجزائري ومسؤول “الإمارات”، مظهرين اعتزازهم بقوة إدارة رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية، ووضعه لمصالح الجزائر قبل مصلحته الشخصية، عملا بشعار “في السياسة لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة”، وبالظهور المتكرر للرئيس “تبون” مع العاهل الأردني، عبروا عن دعمهم للرئيس وما يفعله لأجل فلسطين كقضية رئيسية، والتي يظهر أنها كانت صلب كل لقاءات الرئيس مع القادة هناك، إلى جانب مناقشة قضايا افريقيا، لاسيما وأن القمة ركزت على علاقتها بافريقيا، وهو ما رآه الشعب انتصارا لافريقيا بسعي قادتها إلى تحريرها فعليا عبر الاستقلال الاقتصادي، وتركيزهم على ضرورة استرجاعها لسيادتها والانفراد باتخاذ قراراتها بما يخدم بلدانها وشعوبها وهو ما تنادي الجزائر لأجله.
رئيس الجمهورية لم يهتم فقط بإدارة النقاشات مع نظرائه من حكام مختلف الدول الحاضرة، بل استغل فرصة تواجده بالقمة كضيف تلبية لدعوة رئيسة الوزراء الإيطالية “جورجيا ميلوني”، حيث تم توقيع اتفاقية إستراتيجية، بتكلفة مالية ضخمة مع إيطاليا، لإنجاز مشروع عملاق بالصحراء الجزائرية، وذلك لإنتاج الحبوب والبقوليات والصناعات الغذائية في ولاية تيميمون جنوبي الجزائر، على مساحة تزيد عن 36 ألف هكتار بتكلفة تفوق 420 مليون دولار، على أن يتم التجسيد بين 2024 و2028، وذلك تنفيذا للمشروع الإيطالي الأفريقي “ماتي افريقيا” الذي أطلق منذ فترة قصيرة، في إطار التعاون بين الطرفين، وهو للمشروع الذي سينعش الحياة بالصحراء الجزائرية ويخلق آلاف المناصب لطالبي العمل، كما أنه سيخلق ثروة مهمة تساهم في الإقتصاد الوطني، وتحقق الاكتفاء الذاتي وتتجه نحو التصدير.
ومما سبق، يتبين أن الشعب أصبح واع بما يجري على الساحتين الوطنية والدولية، كما أثبت أنه فعلا على دراية بما يجري بوطنه وما يقرر بشأنه، وعوض اعتزال السياسة والقضايا الخارجية، بدأ يعود إلى سنوات خلت، يعبر عن حاجته وينتقد مالا يتوافق مع رغبته ويدلي برأيه بصراحة، والأهم في الوقت الحالي، عمله على التواصل مباشرة مع رئيسه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعزز الثقة بين الطرفين ويجعل العلاقة قوية وصريحة تخدم الجزائر ومصالحها أينما كانت.