وطني

الأكاديمي والإعلامي جيلالي عباسة: “المؤسسة الإعلامية في خط الدفاع الأول عن الأمة والسلاح الأهم في حروب الجيل الخامس”

حاورتهحنصيرة

تسعى وزارة الاتصال من خلال تنظيم لقاء إعلامي وطني إلى مناقشة القيم المهنية وتطوير المؤسسات الإعلامية، بهدف الارتقاء بالقطاع والممارسة الإعلامية في ظل التحديات الراهنة. وفي هذا السياق، حاورت “كاب ديزاد” الأستاذ الأكاديمي والإعلامي جيلالي عباسة، أستاذ بجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”، الذي تطرق إلى الوضع المهني الراهن والدعائم اللازمة لتطوير المؤسسات الإعلامية، والنهوض بمنتوج إعلامي يواكب المستجدات، حيث اعتبر المؤسسة الإعلامية خط الدفاع الأول عن الأمة، والسلاح الأهم في حروب الجيل الخامس التي تعتمد على الإعلام الرقمي. ودعا إلى دعم الإمكانيات المتاحة لهذه المؤسسات، والرفع من كفاءة منتسبيها وتحسين أدائها باستمرار لتكون في مستوى التحديات وتحقيق الريادة.

كاب ديزاد: كيف تقيمون أداء الإعلام الوطني، خاصة في ظل المنظومة القانونية التي عملت على تشجيع الممارسة المهنية؟

الأستاذ جيلالي عباسةرغم القفزة النوعية التي حققها الإعلام الوطني، والمنظومة القانونية المشجعة على الممارسة المهنية، إلا أن بعض الصحافيين لا يزالون يعانون من ضغوطات مهنية واجتماعية تؤثر أحيانًا سلبًا على سلوكياتهم المهنية.

من أبرز هذه الضغوطات تلك المتعلقة بصعوبة الوصول إلى مصادر الخبر، إذ يتطلب الأمر أحيانًا الانتظار طويلًا للحصول على المعلومات، مما يؤثر على الأداء المهني ويمنع الجمهور من الحصول على المعلومة في وقتها وبالدقة المطلوبة.

كما يواجه بعض الصحفيين ظروفًا اجتماعية لا تساعدهم على العمل بأريحية، وأداء رسالتهم الإعلامية بالصورة التي ينتظرها المجتمع، مما قد يعرضهم للنقد المتكرر من قبل مسؤولي التحرير.

ويضاف إلى ذلك نقص الإمكانيات المادية لدى بعض المؤسسات الإعلامية، وضعف مناخ العمل، ما يؤدي إلى تراجع الأداء المهني، وفي بعض الأحيان إلى الإخلال بالقيم والمعايير المهنية.

وتجدر الإشارة كذلك إلى أن بعض المؤسسات الإعلامية، ولأسباب معينة، تلجأ إلى توظيف مراسلين يفتقرون للكفاءة، مما يساهم في ترسيخ صورة سلبية عن أداء هذه المؤسسات لدى الجمهور.

كاب ديزاد: في رأيكم، ما الذي يلزم للارتقاء بمهنة الصحافة؟

الأستاذ جيلالي عباسةالدعامة الأساسية للارتقاء بمهنة الصحافة هي الالتزام بالقيم المهنية، وعلى رأسها حرية التعبير المنضبطة، المسؤولية الإعلامية، وأخلاقيات المهنة.

يرى العديد من المختصين أن حرية التعبير لا تعني الخروج عن حدود الآداب العامة أو الإساءة للغير، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمسؤولية. فالحرية الإعلامية لا يمكن فصلها عن المسؤولية، وأي تصرف خارج إطار المسؤولية يضعف المطالبة بالحرية.

كما أن من يُحرم من ممارسة الحرية لا يُمكن مطالبته بتحمّل المسؤولية.

وتفرض المسؤولية على رجال الإعلام الالتزام بتقديم محتوى يخدم المجتمع، يساهم في إثرائه الثقافي، ويعزز قيمه الدينية والحضارية، ويكرّس أبعاد الهوية الوطنية والانتماء الاجتماعي.

كاب ديزاد: الأخلاق الإعلامية بالمفهوم المتوازن، كيف يمكن تكريسها؟

الأستاذ جيلالي عباسةالأخلاق الإعلامية هي أحد الأسس الرئيسة في مهنة الصحافة، فالنزاهة الإعلامية هي مفتاح تحقيق الهدف الأساسي من هذه المهنة، التي تُعد في جوهرها خدمة عامة.

وتلزم أخلاقيات المهنة في مجتمعنا الصحفيين بالتحري عن الدقة، الأمانة، والنزاهة في أداء مهامهم النبيلة، والحرص على نشر الأخبار الصادقة، مع التحلي بالموضوعية عند تغطية الأحداث.

فالحقيقة هي جوهر العمل الصحفي، وهي مسؤولية تتطلب من الصحفيين الكثير من الجهد والصبر، لأن الخبر ليس دائمًا مرادفًا للحقيقة، بل يتطلب البحث عنها، ونقلها، وشرحها وتفسيرها للجمهور.

كاب ديزاد: ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الإعلامية، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة، لتحصين الوطن؟

الأستاذ جيلالي عباسةلقد أثبتت المؤسسات الإعلامية قدرتها على التصدي للحملات التضليلية، مثل تلك التي شنها الإعلام الفرنسي مؤخرًا، حيث تمكنت من تحصين المجتمع، ومواجهة الإعلام المعادي بندية رغم ضعف الإمكانيات.

فالمؤسسة الإعلامية اليوم تُعد السلاح الأول في حروب الجيل الخامس، التي تقوم على الإعلام الرقمي، ما يستدعي دعمًا حقيقيًا لهذه المؤسسات، وتوفير الإمكانيات الضرورية، إلى جانب الرفع من كفاءة الموارد البشرية وتحسين الأداء، لمواجهة التحديات وتحقيق التميز والريادة.

كاب ديزاد: وما هي الآليات الضرورية لكسب المعركة إعلاميًا؟

الأستاذ جيلالي عباسةلتحقيق ذلك، يجب على المؤسسات الإعلامية اعتماد مبادئ الحوكمة في إدارتها وتخطيط نشاطاتها، مع تمكين الإعلاميين من الوسائل الحديثة الملائمة، بما في ذلك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام، لتحسين جودة المحتويات.

ويُعد التكوين المستمر للصحفيين أحد أهم عوامل النجاح، لأنه يؤهلهم لمسايرة التطورات في مجال الرقمنة، واكتساب المهارات اللازمة للعمل في بيئة إعلامية رقمية حديثة.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق